تَعمدت فيه الجمع بين موضوعات قد يظن القارئ للوهلة الأولى أن لا رابط بينها، مثل الحديث عن: (الحسد، والخداع السياسي، والكفر البواح، والائتلاف القلبي، والسلطة الاجتماعية، والسُنة النبوية السياسية، والخوارج، والنظرية الاقتصادية، والتجسس، والسلمية والعنف، والجغرافيا السياسية، والعداء السياسي، والبرنامج السياسي... إلخ)، قاصداً من وراء ذلك ربط الرؤية والعقيدة السياسية بموضوعاتها الواقعية وتشعباتها، وبيان شمولية التصور الإسلامي، حتى نَكون ـ بفضل الله ـ على بصيرة بديننا وواقعنا.
وأرجو أن يصبر الشباب على قراءته، ولا يستثقل طوله، ولا يقرأه متعجلاً، وليأخذ كل موضوع فيه للدرس والقراءة بروية وتدبر وتأن.. حسب وقته ونشاطه، وأسأل الله أن يكون هذا الكتاب أحد الكتب المساهمة في تحقيق التربية السياسية الراشدة للأجيال المسلمة.
وتهدف "التربية السياسية الربانية الراشدة" إلى:
ـ تحقيق العبودية الخالصة لله ـ جل جلاله ـ في شؤون الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية خاصة، وكل شؤون الحياة عامة. ومن ثم فهو مطلوب من "كل" مسلم.
ـ التمكين لدين الله ـ سبحانه وتعالى ـ في الأرض، وتبليغ رسالته، وهذه وظيفة الأمة المسلمة التي أخرجها الله تعالى للناس، وجعل خيريتها معقودة على هذا الأمر.
ـ الحفاظ على موارد الأمة البشرية، وثرواتها؛ لتُوظف التوظيف الأمثل في سبيل الرشد، في تجارة رابحة مع الله لن تبور، والحيلولة دون هدرها في سبل شتى متفرقة عن سبيله.
وهذه الأهداف مجتمعة تهدف إلى:
ـ نجاة الإنسانية وسعادتها في الدنيا والآخرة.
ـ تحقيق الرحمة والقسط والإحسان والكرامة الإنسانية.
ـ النهي عن الفساد في الأرض، والتصدي لأئمة الكفر والنفاق.
ـ تحكيم شريعة الله، وإعلاء كلمته.. ليكون الدين كله لله، ولتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى.