قائمة المدونة محتويات المدونة

14‏/05‏/2014

الفرق بين الشخصية الرسالية والحزبية

الرسالية: تتسع شخصيتها ونفسها لرؤية الرسالة من كل أبعادها، والمعرفة والإدراك لفهم طبيعتها الكلية.

الحزبية: تضيق شخصيتها نفسها على فكرة "محددة" تكون هي محور التحزب، وينحصر إدراكها نحو "الأيديولوجيا الحزبية".

الرسالية: ترى واقع الأمة كما هو، وفي صورة يمكن تغييرها، فلا هي تتماهى معه، ولا تصطدم به.. بل تخترقه لتحوله نحو أهداف الرسالة.

الحزبية: ترى واقع الأمة كتلة صلبة مسمطة، إما التماهي معه فتفقد القيمة التي خرجت من أجلها وهي تغييره، وإما تقرر الصدام المتعجل معه، فلا تستطيع الصمود أمامه.. وتظل تجعل من "الأيديولوجيا" محور حركة.

الرسالية: لا تحصر نفسها في أدوات محددة لا تخرج عنها، فترى السياسة كما ترى الجهاد كما ترى الدعوة كما ترى اختراق المجتمع وتغييره نحو أهداف الرسالة.. ترى كل أولئك بصورة طبيعية، ولا تمنع نفسها أي أدوات يمكنها تحقيق أهداف الرسالة.

الحزبية: تحصر نفسها في أدوات محددة لا تخرج عنها، وتعادي باقي الأدوات، ولا تبتغِ تحصيلها، وتنظر لبقية الأدوات بعين الريبة والاتهام.

الرسالية: تفهم مدلول إعداد القوة بكل أنواعها؛ لتحقق أهداف الرسالة.. وإحياء الأمة لتفعيل الرسالة وحملها.

الحزبية: لا تفهم هذا المدلول، وتكتفي بما يحقق أهداف الحزب، ويخدم الأيديولوجيا.

الرسالية: تدرك طبيعة التصور الإسلامي من حيث: الربانية والتوحيد والثبات والشمول والتوازن والواقعية والمثالية والإيجابية،  ومقوماته من حيث: التصور عن الله والكون والحياة والإنسان.

الحزبية: تدرك طبيعة التصور الإسلامي من خلال الأيديولوجيا الحزبية، وتنحصر حولها، وتعجز عن فهم طبيعة وأهداف وخصوصية الرسالة.

الرسالية: تتسع لرؤية الواقع، والاطلاع على كل الأفكار، وتقبل النقد، والمرونة الفكرية، والحركية، ولا تجد مشكلة في الانفتاح على كل الآخرين، ولا تشعر الضيق من الأفكار المختلفة، بل تحاول توظيفها في وحدة كلية تخدم أهداف الرسالة.

الحزبية: لا تتقبل النقد، لا سيما من خارج نطاق الحزب، وتتسم بالجمود الفكري على أيديولوجيا الحزب، وتتصلب حركتها حول حدود الحزب، وتجد مشكلة في الانفتاح على الآخرين، وتشعر بالضيق من الأفكار المختلفة.

الرسالية: تسعى إلى إيصال "الرسالة" إلى موقع الحكم، وتحصيل كل أنواع القوة لها، وأن يكون لها السيادة العليا.. دون أن يكون لشخصه أدنى حظ ونصيب من جاه أو سلطان أو شهرة أو أي جزاء مادي أو معنوي في الدنيا.

الحزبية: يسعى إلى إيصال "أيديولوجيا" الحزب وشخصيات الحزب وفكر الحزب إلى موقع الحكم، ويبحث عن حظه ونصيبه من الحكم والسلطة.

الرسالية: تعتبر "الحق المطلق" وحده هو القرآن الكريم، وما ثبت من صحيح السنة النبوية، وغير ذلك من أطروحات قابل للنقد، والنقاش، والتطوير، والتعديل، والتحسين المستمر الذي لا يتوقف عن حدود شخص أو جيل.

الحزبية: تعتبر "الحق المطلق" هو أفكار الحزب، قد لا تُعبر عن ذلك بصريح المقال، لكن تُعبر عنه بحقيقة الأفعال، وتنظر بدونية إلى ما ومن هو خارجها.

الرسالية: تدور مع الكتاب حيث دار، ولا تُقدس أشخاص، ولا أقوال.. ولديها القدرة على التغيير، والتحسين المستمر، ولا تتجمد عند مرحلة معينة.

الحزبية: تدور مع الحزب حيث دار، وتقدس الأشخاص، والأقوال.. وليس لديها القدرة على التغيير والتحسين، أو العمل خارج نطاق الحزب. أو تقبل أفكار جديدة غير أفكار الحزب وأيديولوجيته.

الرسالية: تبحث عن مصلحة الرسالة وتحقيق أهدافها أولاً، وعن مصلحة عموم الأمة، دون تفرقة، ودون شعور باستعلاء طائفة من الأمة على غيرها.

الحزبية: تبحث عن مصلحة الحزب، وتحقق أهدافه أولاً، وتختزل الأمة في الحزب، ومصلحة الأمة هي مصلحة الحزب.

الرسالية: غير ملتصقة بذاتها، مفطومة عنها، قادرة على الخروج من الذات، واحتواء نفسها، والآخرين.. بل والكون من حولها.

الحزبية: شديدة الالتصاق بالذات، وغير قادرة على احتواء الآخرين.. وتجعل نفسها وأيديولوجيتها وحزبها صورة واحدة غير قابلة للتجزئة أو النقد أو التغيير.

الرسالية: تنتصر للحق، والعدل.. ولو على نفسها أو الأقربين، وتنتصر للمظلوم، وتغضب لله.. فتجد لها مكانة ومهابة في قلوب الآخرين حتى من أعدائها.

الحزبية: تنتصر للحزب، ولا تقبل المساس بنفسها أو حزبها، وتنتصر للمظلوم إذا حقق مصلحة للحزب، ومكانتها مهزوزة في قلوب الآخرين؛ وذلك لطريقة تعملها مع الحق والعدل والمظلومين.

الرسالية: شخصية يصعب اختراقها أو توظيفها من قِبل أعدائها، ذلك لأنها تدرك طبيعة رسالتها جيداً، وتعرف عدوها كما علمها القرآن، وتَستبين سبيل المجرمين، ولا تغيب عن واقعها، وخريطة العدو وموضعه فيه.

الحزبية: شخصية يسهل اختراقها وتوظيفها من قِبل أعدائها، ذلك عندما يلوح العدو بإمكانية انفراجة لمصالح الحزب، مقابل ضرب أيديولوجيا الآخرين أو عدم التعاون معهم أو إشعال الخلاف بينهم لتسهل عملية التدمير الذاتي.

الرسالية: لا تبرر أخطائها، وتبحث عن مكامن الخلل، وتعمل على التوبة من الأفكار الباطلة، والتصورات الخاطئة، وتكون في حالة من التصحيح والتسديد والتقريب المستمر الذي لا يتوقف.

الحزبية: تبرر جميع أخطائها، وتلصقها بعدوها وبخداعه وبتآمره عليهم، وتجد مبرر لكل فعل، ولكل فكرة.. ولا تقبل نقد من خارجها.

الرسالية: تطهر قلبها من أمراض الحقد، والغل، والحسد، والبغضاء، والشحناء، وتعالج نفسها من أمراض الاستبداد.

الحزبية: يتدنس قلبها بالحقد والغل تجاه الأفكار الأخرى، والآخرين من غيرهم، وتتأصل فيها أمراض الاستبداد، والعصبية الجاهلية، والتشنج الفكري والنفسي.

الرسالية: يسهل لها العمل مع كل الأفكار والحركات طالما داخل أهداف الرسالة، وتحقق مقاصدها، ولا تجد تحيز لفكرة على حساب الأخرى. ومؤهلة لحمل الرسالة. وتتحلى بالتجرد "الإخلاص" والموضوعية لكل فكرة وعمل، فهي متجردة من كل حظ لها يخص أهداف الرسالة، وموضوعية تجاه الهدف ذاته، لا غيره من أشخاص أو عوارض.

الحزبية: يصعب عليها العمل مع الأفكار المخالفة لأيديولوجيا الحزب، وتشعر أمام المختلفين معها بحائط صد منيع، يجعلها تشعر بعزلة واستعلاء عن الآخرين. وغير مؤهلة لحمل الرسالة. ويصعب عليها التجرد والموضوعية.

الرسالية: تستلهم الحكمة والطريق من نور الوحي، ويخالط قلبها بشاشة الإيمان، وتعرف الفرق بين المواقف الاضطرارية، والمؤقتة، وبين أهداف الرسالة وغايتها التي لا تغيب عن فكرها وحركتها أبداً.

الحزبية: تستلهم الحكمة من أيديولوجيا الحزب أو شخصياته، ويخالطها التعلق بالحزب، وتتخذ من مواقف استثنائية منهج حياة.

الرسالية: تجمعها عروة الإيمان الوثقى، ولا تتفرق في الدين، وتعتصم بحبل الله، وتشعر الأخوة الإيمانية مع كل مسلم، والأخوة الإنسانية مع كل إنسان.

الحزبية: يجمعها التطابق النفسي للنفوس الحزبية المتشابهة، وتنجذب نتيجة التشابه والتطابق لنفوس الحزب، وتتفرق في الدين، وتشعر بالأخوة فقط مع أبناء الحزب.

الرسالية: لا تطمئن ولا تهدأ حتى تتحقق أهداف الرسالة كاملة وهي إقامة الدين، وتحكيم الشريعة، وإعلاء كلمة الله، وإحقاق الحق والعدل لكل إنسان، وتظل في حالة من العطاء ولا تنتظر جزاء ولا شكورا ولا أجراً إلا من الله سبحانه.

الحزبية: تقنع بالمكاسب المحدودة، والحركة في إطار الحزب أو حدود الأرض، وتظل تنتظر المكاسب والمغانم معنوية أو مادية.

*   *   *