قائمة المدونة محتويات المدونة

02‏/03‏/2014

دروس من أزمة "الجهاد السوري" !

بأقل من 500 دولار تستطيع إنشاء صفحات مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي، وبهذا المبلغ تستطيع عمل إعلانات مدفوعة لما تكتبه؛ وتجذب إليه الناس، وسينجذب لك الناس وفق المقررات السابقة والنفسية لديها، بمعنى أن تصنع لهم الخبر الذي يريدون بالهدف الذي تريده أنت !
صناعة الخبر: ليس هناك أسهل من صناعة الخبر، اكتب بياناً بالصيغة المعتادة للخصم، ولا تنس الشعار والتاريخ الهجري وآيات الوعيد والقتال. بمزيد من التقنية تستطيع تركيب فيديو، وأخذ تصريحات من القائد المجاهد أبو الليث ابن فلان، وأبو فلان السوري، والدمشقي والحلبي... إلخ أن الفريق الآخر كافر مجرم قاتل معتدي، أو العكس أو ما شئت من مادة إعلامية، طالما أنك المخرج !.. هذا ما يستطيعه فرد واحد يملك خبرة قليلة في عالم شبكات التواصل، وبرامج الصوت والفيديو، ومهارة الكتابة. فما بالنا بأجهزة عالمية متخصصة.
وحتى يكون لنا:
(1) "تمكين إعلامي" نستطيع أن نحمي قادته عندما يظهرون للناس يبشرونهم بالإسلام وبالنصر.
(2) "تمكين سياسي" نستطيع أن نحمي قادته عندما يظهرون للناس يبشرونهم بمشروع سياسي إسلامي قادر على إقامة الدين، وتحكيم الشريعة، وحفظ حقوق المسلمين، وتحقيق الحق والعدل الرباني.
(3) "تمكين اقتصادي" نستطيع أن نحمي رؤوس أمواله ومؤسساته التي تُنشأ الواقع الإسلامي بمكوناته..
حتى هذا "التمكين" لا مجال سوى حفظ أعراض المسلمين والمسلمات، ووقف عدوان النصيرية على "مجتمع" إسلامي بأكمله. دون الدخول في معارك جانبية وهمية مفتعلة نصبح معها - دون أن نشعر - جزءاً من خطة العدو، ويتدنى مستوى وعينا؛ فننفذ خطط العدو بأيدينا فننتحر ذاتياً !!
وإن أي خلاف يقع باسم الدين، فهو لا يعني سوى "التفرق" في الدين بغياً وظلماً وعلواً وهوى وعصبية ليست من الإسلام في شيء.
فيا أيها الناس: لا تلتفتوا إلى تصريح مجهول هنا أو هناك.. ولا تأخذوا موقف في الدماء والأرواح بناءً على هذا العبث.
ويأيها المجاهدون:
- لا تتفرقوا في دين الله بهوى وظلم.
- لا تتفرقوا في شرع الله بجهل أو قصور فهم.
- لا تقفزوا بين مراحل التمكين.
ومن مراحل التمكين:
(1) الدفاع عن وحدة المجتمع المسلم السوري في عمومه، ومن باب أولى وهو يتعرض للإبادة والتهجير حماية المجتمع المسلم.. فأول مقصدين من الشريعة حماية الدين والنفوس. فعلى كل مجاهد الدفاع عن هذا المجتمع بكل أطيافه مؤمنه وفاسقه، فقيره وغنيه، عالمه وجاهله، السني فيه والمبتدع.
(2) وقف عدوان طائفة الكفر "النصيرية" - وهي طائفة كافرة باتفاق علماء المسلمين. ولا يحكم بالكفر على طائفة إلا علماء المسلمين الربانيين وحدهم، وليس الحكم نهباً لكل أحد - وحماية وحدة الأرض السورية التي هي جزء من الأمة الإسلامية.
(3) تفتيت قوة العدو، وبناء القوة العسكرية النوعية القوية، ومحاولة السيطرة على البر والجو والبحر، وليس مجرد الأرض، فضرب الدول جواً وهدمها فوق رؤوس أهلها أمر لا يستغرق سوى ساعات.
(4) العمل على مشروع سياسي دقيق ومحكم وشرعي، لا يستثني أحداً، ولا يتعصب لأحد، ويعمل على تحقيق الحق والعدل وفق المنهج الإسلامي الشامل.
(5) بناء القوة الاقتصادية الضاربة لحماية الشعب المسلم السوري من العوز والفقر والحاجة، والاستقلال الاقتصادي قدر المستطاع.
(6) بناء المجتمع المسلم القوي البنيان، ومعالجة آثار الجاهلية فيه بكل حنو ورفق وحب، ومعالجة آثار الحرب والدمار بكل دقة، وعلم، ونجاعة.
وكل استعجال، وكل قفز فوق المراحل يجلب على الأمة الويلات. وإن كل مرحلة من ذلك وغيرها - تعني عن يقين - أنها إقامة لشرع الله.. طالما أن العمل كانت نيته لوجه الله الكريم.
وإن الشريعة الإسلامية ليست هي الحدود فحسب، بل الحدود هي أقصى العقوبات الشرعية في الإسلام. والأصل في الشريعة أنها تعمل على إقامة "الإنسان والمجتمع والنظام المسلم" وتجتهد في بناء منظومته الشاملة على كل الأصعدة، دون إغفال جانب، أو عدم اعتبار حال الأمة. [ راجع - إن شئت - : إقامة الدين، وتحكيم الشريعة.. كيف؟ من أين نبدأ ]
أحياناً كثيرة نرفع "لواء الشريعة" ثم نحرقه فوق رؤوس الناس ! بتأويل خاطئ، أو استعجال أهوج، أو تفسير سطحي، أو فهم منقوص، أو دون تفنيد الشبهات! أو مذهبية تعصبية؛ وهذه الأمور من أشد ما يصد عن سبيل الله !!
فليتق الجميع الله سبحانه وتعالى، وليحفظوا دين الله.. ووحدة دينه، ووحدة أمته.
{ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } [الأنعام : 159]
{ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ } [الأنعام: 65]
03 / 03 / 2014م