قائمة المدونة محتويات المدونة

18‏/10‏/2017

أسباب هزيمة تنظيم الدولة

كان للمقاومين والمقاتلين في العراق - وفي غيرها من البلدان - أهدافاً مشروعة، وغايات نبيلة من وراء حركتهم وجهادهم، منها: طرد المحتل الأمريكي الذي أهلك الحرث والنسل، ورد عدوان المعتدي، وبسط الحق والعدل، وإقامة الشريعة..

وقبل الحديث عن أي نقد للتجربة يجب أن نُقر بأن هذه الأهداف أهدافاً عظيمة، يسعى إليها كل مسلم، وفي نفس ذات الوقت ليس معنى "الإعلان" عن هذه الأهداف أن تظل "الوسائل" أو حركة البشر إليها بنفس العظمة والنبل.. فالأهداف شيء، وسعي البشر إنما هو مرهون بمدى تحقيقهم للسنن الإلهية، وبمدى تحصيلهم للقوى اللازمة لتحقيق النصر، وبمدى استقامتهم هم على الحق والعدل..
وإذا حلّت الهزيمة بهم، فلا بد أن نُحلل الأسباب التي أدت إلى ذلك، وأن ندخر لأنفسنا وللأجيال القادمة رصيداً من المعرفة والعلم الذي يمنع - بإذن الله - أي هزائم أخرى، أو يعيد إنتاج نفس التجارب الفاشلة، بنفس الأسلوب، وبنفس الخطاب، وبنفس الأدوات !.
لقد أعاد "تنظيم الدولة" نفس تجربة "الجيا" الجزائرية، وبعض أحداث أفغانستان - إبان احتلال السوفيت -، وبعض أحداث "الحركة الوهابية" في نجد، ولو أننا نقدنا هذه التجارب حق النقض، وتعلمناها، وعلمناها.. أحسب أنه كان يمكن تفادي تكرار تجربة "تنظيم الدولة" ووقف نزيف تضحيات الأمة من الدماء والأرواح والأعمار والطاقات والثروات.
ولكن للأسف يتم اختزال وتفسير أسباب الهزيمة - عند المنهزم - لأسباب خارجة عنه، اتباعاً للمنطق التبريري الذي حذر منه القرآن الكريم في دروس عديدة، فلا أحد يريد أن يُلقي باللوم على نفسه.. ومن ثم سيكون - فيما أظن - أن تفسير أسباب الانحسار والهزيمة للتنظيم ومن يحبه يتلخص في: (1) ابتلاء الله للمؤمنين لتمحيصهم، وليس بالطبع هو عقوبة على تقصيرهم، وتخلّفهم عن سنن الله. (2) خذلان وقعود الأمة عن نصرتهم، وليس هو عدم فهم طبيعة الأمة، وظرفها الحضاري والخطاب المناسب لها. (3) قضاء وقدر.. لا دخل لهم فيه، وقد أنجزوا ما عليهم. (4) أنهم بالفعل انتصروا، وصعدوا شهداء إلى الله، وأن هذه غايتهم الوحيدة !.
هذا النمط من التفكير أو التبرير.. يُؤصل لفكرة "التخطيط للهزيمة" والدفاع عن هذا النمط من التفكير يعني أن "الحركة الإسلامية" تأكل أنباءها.. وأنها تتآمر على نفسها، وإن هذا النمط من التفكير يندرج تحت النوع "العاطفي العنيف" الذي يلغي دور العقل في البحث والتمحيص والتدقيق والتأصيل والتنظير في أسباب النصر والهزيمة، ومن جانب آخر يُؤصل إلى فكرة "تقديس الذات" وتقديس "النظريات".. وتقديس الذات من أخطر الأمراض التي تصيب الإنسان، ومعها يستحيل أن يتغير فيظل جامداً إلى أن ينكسر.. وأما تقديس النظريات - حتى وإن كانت منبثقة عن التصور الإسلامي أو تحمل شعار الإسلام - فهي في النهاية جهد بشري، محله ليس "الاعتقاد" وإنما "الاختبار" في دنيا الحياة، فما صح وفلح منه فهو حق، وما خطأ وفسد منه فهو باطل.
*   *   *
وفي يلي تحليلي لأسباب هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية:
(1) إعلان الدولة وإعلان الخلافة.
فيما أتصوره نحو الجهاد.. هو أن يكون المجاهدون "درع الأمة" يحميها فقط من عدوان المعتدي، دون الدخول في أتون إشكاليات إدارة الدولة والسيطرة المكانية، ولقد أبلى العراقيون بلاء حسناً وعظيماً في مقاومة المحتل الأمريكي، ولكن وكأن قدر المجاهدين أنه عند أول بادرة لتحقيق النصر يختلفوا فيهما بينهم ويقاتل بعضهم بعضا.. وهذا خلل فكري وتربوي يجب العمل عليه منذ اللحظات الأولى في إعداد الفرد المسلم..
ثم جاءت فكرة "تكفير الشيعة" وقتالهم جميعاً، فتحول الصراع إلى عراقي - عراقي، بعدما كان عراقياً - أمريكياً، ثم طغت فكرة إعلان الدولة بحجة الحفاظ على ثمرات الانتصار، وهو عبء خطير على المجاهدين، والغرق في بحار مشكلات دولة فاسدة بعد الاحتلال.. ثم كان إعلان الخلافة، والذي حمل بريقاً يلمع في عين كل مسلم يريد إعادة أمجاد الإسلام، ولكنه كان عبئاً أشد من إعلان الدولة، لأنه جنح إلى العالمية دون أن يكون هناك أي أدوات أو مقومات أو حقائق حول هذا الإعلان، وظل التنظيم، يمارس نشاطه وحركته - بعد إعلان الدولة، والخلافة - بعقلية التنظيم. وليس هذا فحسب بل اعتبر الالتزام "بواقع" الحدود بين الدول، وعدم الخروج عنها هو انحرافاً يرقى إلى درجة الشرك !
وغياب الفكر السياسي والاجتماعي والنفسي والاستراتيجي...إلخ يُوقع المسلمين والمجاهدين في كوارث حركية، وأخطاء قاتلة لكل شيء، وللأسف أصبح تأسيس عقلية المسلم تتلخص في بعض كتب العقيدة والفقه والتراث.. ثم ينطلق في بحار من الظلمات لا يدري عنها أي شيء، ويتحرك بحسن نية، وسذاجة مفرطة، تُغري كل عدو ليس فقط بالاعتداء عليه، بل بتوظيفه، وجعل المسلم الغيور على دينه يتحرك من خلال خطة العدو، وينفذ أهدافه - دون أن يدري - بالمجان !.
(2) ازدراء الناس:
جاء في الحديث الشريف في تعريف "الكِبر" أنه ( بطر الحق، وغمط الناس ) أي: رد الحق عندما يأتيك، وازدراء الناس واحتقارهم، وللأسف اعتقاد المقاتل أنه يحمل فكرة "الحق المطلق" وينظر إلى كل فكرة يتبناها أنه لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، تجعله يزدري غيره من الحركات والتنظيمات والتوجهات والمذاهب، وتجعله يناصبها العداء.. ثم تجعله يزدري عموم الناس كذلك الذي لا يقاتلون معه، أو الذين لا يؤمنون بفكرته، أو القاعدون عن عمل شيء، وينظر إلى نفسه أنه الأفضل، أو يُقدس نفسه بتقديس شيخه أو حزبه أو تنظيمه..
يُنشأ هذا المرض حالة من العزلة الحادة بينهم وبين الناس، وبينهم وبين غيرهم من الحركات والتنظيمات، تجعل الصدام الداخلي والبيني من أسهل ما يكون، ويُفقدهم أي حاضنة اجتماعية.. فيكونون وحدهم في وسط المعركة.
(3) التكفير:
التكفير هو السلاح النووي الذي يفجر أي حركة جهادية من داخلها، ولا يتركهم إلا وقد كفر بعضهم بعضاً.
ولقد اعتمد تنظيم الدولة على بعض الاجتهادات الخاطئة، والأقوال الباطلة لبعض علماء "الدعوة النجدية" وكانت أساساً لإطلاق وحش التكفير.. حتى تحول لحالة من "الهوس" جعلتهم في أحلك اللحظات، وأشد الصعاب.. يتركون كل شيء ليرموا بالتكفير غيرهم من الحركات المقاتلة، والاهتمام بتطليق نساء هذه الحركات لأن أزواجهم مرتدين ! ثم حكموا بردة الطالبان وجماعة الإخوان وغيرهم.. بل وتكفير من يتوقف في تكفيرهم !!.
وقد سبق الحديث التفصيلي عن ذلك في مقالات: تكفير المتوقف في التكفير، والغلو في التكفير، والفئة الباغية.
والذي تعلمته - من هذه التجربة - هو أن أسلم طريق للجهاد هو: "غلق باب التكفير بالكلية" واعتبار أن الأمة المسلمة - المليار والستمئة مليون - هم مسلمون نحكم لهم بظاهر الإسلام، ويُعاملون معاملة المسلمين، وأي قتال وجهاد ضد الطغاة والمجرمين.. إنما هو "قاتل أهل البغي" عند وجود أسبابه ومقومات نجاحه، وأما من الناحية التربوية والإيمانية، فإننا نربي أنفسنا والأجيال المسلمة على "الوجل" ونحن نفعل الطاعات، وإن مثقال الذرة من الكبر يحول دون دخول الجنة؛ حتى لا تكون السلوكيات الجاهلية للأمة مُفسدة لنا.. فحقيقة التزامنا بالإسلام شيء، والحكم بظاهر الإسلام للمنتسبين للأمة شيء آخر. وقد سبق التأصيل لهذا الموضوع في بحث "الفئة الباغية".
(4) الغرور والتواكل:
كان تحقيق النصر - في بعض المواقع - سبباً من أسباب إصابة التنظيم بالغرور، وتصوره أشياء غير الواقع.. وانتفش هذا الغرور حتى تحول إلى "حرب استنزاف" ضد أنفسهم، فكانت بعض مواقع الانتصار هي أفخاخ لاستدراج التنظيم للقضاء عليه وتصفيته، دون حساب للقوى المحلية والإقليمية والدولية المتربصة، والمطلوب من المقاتل: ليس هو مجرد القتال، إنما هو تحقيق النصر، وهو مسؤول عن النتائج - راجع مقال: مسؤولية المسلم وجهاده - ولا بد لحركته أن تكون ضمن مشروع سياسي مدروس بدقة، ويمضي في "حصانة اجتماعية" و"حاضنة شعبية" تحميه وتحبه، إلا أن الغرور حال دون هذه الاعتبارات، والتي عند الاصطدام بها تكون الهزيمة.
أما التواكل: فهو الظن بأن النصر سيقع بمعجزة إلهية، أو بطريقة سحرية غامضة الأسباب، فهذا التواكل يُسبب الكثير من الكوارث في حركة المسلمين - مثلما حصل كذلك في مذبحة رابعة - فلا بد من الاتزان في حركتنا بين ما نملكه من أدوات، وبين معرفة ماذا تحقق هذه الأدوات، حتى لا نحسبها عملاقة فنروح نهدد العالم أجمع، أو نحسبها بلا قيمة، فنزدري أنفسنا، ونحتقر ونكفر بنعم كثيرة أنعم الله بها علينا.
(5) فقدان الحاضنة الشعبية:
كان التنظيم يسخر من فكرة الحاضنة الشعبية، ويرى في قوة السلاح حلاً لكل شيء، وللأسف فرض التنظيم تصوراته السلفية المتشددة على الناس، وكثير من الناس لا يؤمن بها ولا يعتقدها، ومن ثم حصل اصطدام كبير مع عموم الناس.. وحصل خلط كبير بين مقررات الشريعة، وبين الاجتهادات السلفية، وجعلها شيئاً واحداً - راجع مقال: مشكلات في تناول الفقه الإسلامي، وإشكاليات السلفية - مما خلق حالة من العداء الخفي والتربص بالتنظيم في المدن المُسيطر عليها.
وفي أحيان كثيرة كان التنظيم يحاول إقامة المحاكم التي تحكم بالحق بين الناس، ويمنع الفساد.. وقد نجح ولا شك في بعض الأحيان، ولكن الغلو والإفراط في فرض الاجتهادات الفقهية، والقسوة على الناس، والرغبة في سرعة تحولهم إلى "مجتمع سلفي خالص" نفّر الناس بشدة، ولم يرحبوا بوجود التنظيم.. والناس قد تحب التنظيم عند يحقق انتصارات مدوية وقوية، لأن الناس تخضع للقوة، ولكن عندما ينحسر التنظيم، ويذهب بريق القوة، فالناس تتفلت، بل وتريد الانتقام.. لأنه لم يكن هناك شيء عن أصالة واقتناع أو طول أمد.
والشرعية الإسلامية لا تكفي وحدها لتحقيق النصر المنشود، ولا بد من وجود شرعية اجتماعية، وصيغة مقبولة يستطيع بها أن يستمر وجود المشروع السياسي الإسلامي.. لا بد من "ركن شديد" وتحالفات، تحمي هذا المشروع، وهي تحالفات مشروعة في سياسة الإسلام، طالما هي تحقق مقاصد الإسلام، وفيها تعاون على البر والتقوى، ولا تعاون فيها على الإثم والعدوان.
(6) الافتتان بالسلطة
لا أحد بعيد عن هذه الفتنة.. فالسلطان والقوة فتنة عظيمة على الإنسان، والشعور بالقوة والتحكم في الآخرين تُغري الإنسان بالتسلط عليهم، والاستبداد بهم، وقد يكون الإنسان طيباً وديعاً حليماً، ثم إذا هو تقلد منصباً إذا به يتحول إلى "طاغية وطاغوت" يتجبر ويتكبر على الناس.. وبعض قيادات التنظيم لم تكن بعيدة عن هذه الفتنة.
فمع تعقيد إدارة المدن، ومشكلاتها.. والافتتان بالسلطة، لن يشعر الناس بأي تغيير إيجابي في حياتهم، فيقولون: كان هنا مستبدون، وجاء غيرهم ولكن بلحية !
ومن ثم جاءت الرقابة الشديدة ( والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) كأحد أهم مقومات النظام السياسي الإسلامي، ونجدها في "الدولة الغربية" التي تحقق أعلى مؤشرات في الشفافية ومكافحة الفساد.. وهذا الذي يجعلها قبلة للهاربين من نظمهم المستبدة والفاسدة.
(7) الإيمان بالتنظيم لا بالرسالة
كل التنظيمات التي تحمل شعار الإسلام.. ما هي إلا "حذاء" للإسلام وللأمة لتخطو به خطوة على صراط الله المستقيم، فإن فشل هذا الحذاء في مهمته، فعلينا أن نُلقي به في أقرب مزبلة، هذا ما يجب أن يكون في ذهن كل مسلم يريد العمل لدينه.. تنظيمه وجماعته وحزبه وشيخه، ما هو إلا وسيلة لتحقيق أهداف الإسلام ورسالته، فإذا نجح في مهمته - في كل مرة - فيا حي هلا، وإلا فلا قيمة له.. ويجب إعادة تكوينه من جديد، ومعالجة أسباب الفشل، والمحاولة من جديد وهكذا.
ولكن للأسف تُربي التنظيمات أتباعها على أنهم هم "الإسلام" وأن وجود التنظيم يعني وجود الإسلام ذاته، وأنهم الأمة.. فينشأ "التعصب الجاهلي، والحزبية" كمرض يصيب كل من يفكر على هذا النحو، بغض النظر على انتسابه لحزب أو تنظيم من عدمه، لأن الأمر سيصبح مرضاً فكرياً ونفسياً يحول دون النقد، ودون التصحيح والتقويم المستمر لحركتنا وجهادنا.
والصحيح هو: الإيمان برسالة الإسلام، وأهدافها، والسعي لتحقيقها عبر "وسائل" نحن أدواتها، لا أن تكون التنظيمات والأحزاب هي الغاية، والإسلام هو الوسيلة.. فهذه صورة مقلوبة.. بل وملعونة.
وتنظيم الدولة - كغيره من التنظيمات - يقع فيه هذا التعصب الجاهلي الذي يُفسد حركة الإسلام كرسالة.
(8) الخطاب الإعلامي الفاشل
فشل تنظيم الدولة في مخاطبة الأمة بشكل عام، فكان خطابه من أسوأ ما يكون.. أسلوب حاد عنيف لا ينظر إلا إلى نفسه، ولا يخطاب إلا "المجتمع السلفي" ولا يسعى لاستقطاب أحد سوى أصحاب المنهج السلفي، وإتباع الإسلوب الخطابي في كل مرة، جعله محل للسخرية والاستهزاء.
كان الخطاب يحمل تهديداً للعالم أجمع، وللقطاعات المختلفة من الأمة، مما جعل الجميع يناصبه العداء، ويحاربه.. وكان التنظيم يشعر بنشوى من ذلك العداء، ويرحب به ويعتبره دليلاً قاطعاً على صحة مسلكه، فهم وحدهم "الفرق الناجية" والباقي مرتدون وكفار يجب محاربتهم، واعتبار حربهم ( عبادة ) على المسلم أن يأتيها بغض النظر عن نجاحه فيها من عدمه، فحصل استهانة كبيرة بأرواحهم هم، واستباحة لكثير من أبناء الأمة.
فاستعدى التنظيم الجميع ضده، حتى المحايد لم يقبله.. فإما أن تكون معهم أو تكون عليهم ! على اعتبار أنهم "فسطاط الإيمان الذي لا كفر فيه" وغيرهم في "فسطاط الكفر الذي لا إيمان فيه" وتسويغ كل هذه الانحرافات بتبريرات فقهية باطلة، وخارجة سياقها، وعن مناط الاستدلال بها.
*   *   *
هذه بعض الأسباب - في نظري - التي أدت إلى هزيمة التنظيم من الناحية الفكرية والسلوكية، ولا ننسى شجاعة وبسالة مقاتليه، ونية الكثير منهم الصادقة في نصرة الإسلام، وقد سبق الحديث - بشكل عام - عن أمراض الحركة الإسلامية، في كتاب "انحرافات في الحركة الإسلامية"، وقد سبق - بفضل الله - مناقشة بعض الأفكار المطروحة في هذا المقال في مقالات وأبحاث عدة منها: الفئة الباغية، عقديتنا الجهادية، مسؤولية المسلم وجهاده، الغلو في التكفير، تكفير المتوقف في التكفير، الجيا والدولة، إشكاليات السلفية، الأسلوب القرآني والأسلوب التبريري، خطورة الفكر التبريري، مشكلات في تناول الفقه الإسلامي... إلخ، لمن يريد المزيد من التفصيل.
ونسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يلهم الأمة رشدها، ويردها لدينها رداً جميلاً، وأن يوفقنا ويهدينا لما يحبه ويرضاه، ويتقبل عنا أحسن ما عملنا، ويُكفر عنا أسوأ الذي عملنا، وأن يحفظنا من الفتن، ويجعل لنا من أمرنا رشدا.
*   *   *