قائمة المدونة محتويات المدونة

01‏/10‏/2017

يوم عاشوراء "دراسة حديثية"

اختلفت الأحاديث الواردة في يوم عاشوراء، من حيث مناسبتها، وصوم يومها.. وسيستعرض هذا المقال - إن شاء الله - ما ورد من أحاديث في يوم عاشوراء للوقوف على تصور صحيح نحوه.

ويوم عاشوراء هو اليوم الحزين الذي قُتل فيه ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحسين بن علي، والمسلمون فيه على أحوال شتى: منهم من يصوم هذا اليوم، ومنهم من يحتفل به ويأكل الحلوى، ومنهم من ينظم البكائيات واللطميات في استشهاد الحسين على اعتبار أنه الخليفة الوراثي!

وهذا اليوم حقيق أن يكون ذكرى لتبديل سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - في شؤون الحكم والمال، وذكرى للأمة كلها أن تعود إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم في "الحكم الرشيد" وأن تخلع عنها بدعة "الملك العضوض الجبري" واستعباد الأمة، واستباحة أموالها.
وقد سبق التفصيل في قصة استشهاد الحسين - رضوان الله عليه والسلام - في مقال: "ثورة الحسين والخلافة الراشدة" وسبق التفصيل في بدعة الملك العضوض في مقال: "النظام الملكي في الإسلام" وهذا المقال يناقش يوم عاشوراء وفضله.
*   *   *
مناسبة يوم عاشوراء:
(1) يوم كانت تصومه قريش في الجاهلية:
وورد فيه هذه الأحاديث:
- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: " كَانُوا يَصُومُونَ عَاشُورَاءَ قَبْلَ أَنْ يُفْرَضَ رَمَضَانُ، وَكَانَ يَوْمًا تُسْتَرُ فِيهِ الْكَعْبَةُ، فَلَمَّا فَرَضَ اللَّهُ رَمَضَانَ، قال رَسُولُ اللَّهِ - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم -: مَنْ شَاءَ أَنْ يَصُومَهُ فَلْيَصُمْهُ، وَمَنْ شَاءَ أَنْ يَتْرُكَهُ فَلْيَتْرُكْهُ " [ صحيح البخاري/ 1592]
- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، " أَنَّ قُرَيْشًا كَانَتْ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم - بِصِيَامِهِ حَتَّى فُرِضَ رَمَضَانُ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم -: مَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْهُ، وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ " [صحيح البخاري/ 1893]
- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: "كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ النَّبِيُّ - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم - يَصُومُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ كَانَ مَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ لَا يَصُومُهُ" [صحيح البخاري/ 3831]
- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: "كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ النَّبِيُّ - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم - يَصُومُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ كَانَ رَمَضَانُ الْفَرِيضَةَ وَتُرِكَ عَاشُورَاءُ، فَكَانَ مَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ لَمْ يَصُمْهُ " [صحيح البخاري/ 4504]
- عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كَانَ عَاشُورَاءُ يَصُومُهُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ، قَالَ: "مَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ لَمْ يَصُمْهُ" [صحيح البخاري/ 4501]
*   *   *
(2) صوم يومه:
- عَن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "صَامَ النَّبِيُّ - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم - عَاشُورَاءَ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ تُرِكَ"، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ لَا يَصُومُهُ، إِلَّا أَنْ يُوَافِقَ صَوْمَهُ" [ صحيح البخاري/ 1892]
- عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، " أَنَّ النَّبِيَّ - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم - بَعَثَ رَجُلًا يُنَادِي فِي النَّاسِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ: إِنَّ مَنْ أَكَلَ فَلْيُتِمَّ، أَوْ فَلْيَصُمْ، وَمَنْ لَمْ يَأْكُلْ فَلَا يَأْكُلْ" [ صحيح البخاري/ 1924]
- عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: "كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم - يَصُومُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ تَرَكَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ، وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ" [ صحيح البخاري/ 2002]
-  عَنْ نَافِعٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَأَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم - صَامَهُ وَالْمُسْلِمُونَ قَبْلَ أَنْ يُفْتَرَضَ رَمَضَانُ، فَلَمَّا افْتُرِضَ رَمَضَانُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم -: "إِنَّ عَاشُورَاءَ يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ اللَّهِ، فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ، وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ" [صحيح مسلم/ 1126]
- عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم - يَوْمُ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم -: "كَانَ يَوْمًا يَصُومُهُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَصُومَهُ فَلْيَصُمْهُ، وَمَنْ كَرِهَ فَلْيَدَعْهُ" [صحيح مسلم/ 1127]
- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: دَخَلَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بَن عُمر وَهُوَ يَتَغَدَّى، فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ادْنُ إِلَى الْغَدَاءِ، فَقَالَ: أَوَلَيْسَ الْيَوْمُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ ؟، قَالَ: وَهَلْ تَدْرِي مَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ؟، قَالَ: وَمَا هُوَ؟، قَالَ: " إِنَّمَا هُوَ يَوْمٌ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم - يَصُومُهُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ شَهْرُ رَمَضَانَ، فَلَمَّا نَزَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ تُرِكَ" [صحيح مسلم/1128]
- عَنْ قَيْسِ بْنِ سَكَنٍ، أَنَّ الْأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ دَخَلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَهُوَ يَأْكُلُ، فَقَالَ: " يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ادْنُ فَكُلْ "، قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، قَالَ: "كُنَّا نَصُومُهُ ثُمَّ تُرِكَ" [صحيح  مسلم/ 1129]
- عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: دَخَلَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ وَهُوَ يَأْكُلُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّ الْيَوْمَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: " قَدْ كَانَ يُصَامُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ رَمَضَانُ، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ تُرِكَ، فَإِنْ كُنْتَ مُفْطِرًا فَاطْعَمْ " [ صحيح مسلم/ 1130]
*   *   *
وهذه هي أصح الروايات في يوم عاشوراء فرواية عائشة وابن عمر - رضي الله عنهما - هي الأدق والأضبط، وفيها:
- أن النبي - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم - كان يصوم هذا اليوم في مكة ( قبل فرض الصيام ).
- وأن النبي - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم - لما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه لسنة واحدة هي السنة الأولى من الهجرة، وبعد فرض رمضان صار تطوعاً.
- وأن النبي - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم - قد أمر بصيامه في أول مقدمه إلى المدينة، (ربما تدريباً على الصوم).
- وحيث أن رمضان فُرض في السنة الثانية من الهجرة، ومن ثم كان صوم يوم عاشوراء صيام يوم تطوع كأي يوم، وهذا مذهب ابن عمر - رضي الله عنه - أكثر الصحابة تحرياً لعبادة النبي صَلى اللهُ عَليه وَسَلم. وكذلك هو مذهب عبدالله بن مسعود، وعائشة.. رضي الله عنهم.
*   *   *
(3) يوم نجى الله فيه موسى عليه السلام، ويتخذه اليهود عيداً:
- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " قَدِمَ النَّبِيُّ - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم - الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ، فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ" [ صحيح البخاري/ 2004]
- عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَعُدُّهُ الْيَهُودُ عِيدًا، قَالَ النَّبِيُّ - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم: فَصُومُوهُ أَنْتُمْ" [صحيح البخاري/ 2005]
- عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم - الْمَدِينَةَ وَإِذَا أُنَاسٌ مِنْ الْيَهُودِ يُعَظِّمُونَ عَاشُورَاءَ وَيَصُومُونَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم -: "نَحْنُ أَحَقُّ بِصَوْمِهِ فَأَمَرَ بِصَوْمِهِ" [ صحيح البخاري/ 3942]
- عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ أَهْلُ خَيْبَرَ يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، يَتَّخِذُونَهُ عِيدًا، وَيُلْبِسُونَ نِسَاءَهُمْ فِيهِ حُلِيَّهُمْ وَشَارَتَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم -: "فَصُومُوهُ أَنْتُمْ" [صحيح مسلم/ 1134]
-  عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم - يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ، إِلَّا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ" [صحيح البخاري/ 2006]
*   *   *
وهذه الروايات تخالف رواية عائشة وابن عمر - رضي الله عنهما - إذ فيها: أن النبي - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم - صامه في مكة، وفي أول مقدمه إلى لمدينة، وكانت العرب تعظم هذا اليوم، فالنبي - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم - ليس في غفلة عنه.
وأما مخالفة اليهود: فهناك رواية تقول إنه عيداً لليهود، فصامه المسلمون مخالفة لهم، ورواية أخرى تقول: إن اليهود كانوا يصومونه فصامه المسلمون معهم.
وأما أن النبي - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم - كان يتحرى صومه مع رمضان، يخالف رواية عائشة وابن عمر أيضاً.. إذ فيها حرية الصوم من عدمه، دليلاً على أنه صوم تطوع كأي يوم. كما أن يوم عرفة أفضل ـ ولا شك ـ من يوم عاشوراء؛ فلعل رواية ابن عباس - رضي الله عنهما - مُرسلة.

وأما بخصوص أعياد يهود وصومهم:

فاليوم الذي نجى الله فيه موسى ـ عليه السلام ـ حسب المعتقد اليهودي والمسيحي، وهو يوم عيد عندهم، ويسمى "عيد الفصح" فإنه يأتي في شهر "نسيان" ويُقام في اليوم الرابع عشر من شهر أبيب ـ نسيان، وهو الشهر الأول من السنة الدينية.

جاء في العهد القديم: «1 اِحْفَظْ شَهْرَ أَبِيبَ وَاعْمَل فِصْحًا لِلرَّبِّ إِلهِكَ لأَنَّهُ فِي شَهْرِ أَبِيبَ أَخْرَجَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ مِصْرَ ليْلًا. 2 فَتَذْبَحُ الفِصْحَ لِلرَّبِّ إِلهِكَ غَنَمًا وَبَقَرًا فِي المَكَانِ الذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ لِيُحِل اسْمَهُ فِيهِ. 3 لا تَأْكُل عَليْهِ خَمِيرًا. سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُ عَليْهِ فَطِيرًا خُبْزَ المَشَقَّةِ (لأَنَّكَ بِعَجَلةٍ خَرَجْتَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ) لِتَذْكُرَ يَوْمَ خُرُوجِكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ كُل أَيَّامِ حَيَاتِكَ. [سفر التثنية الإصحاح: 16 الفقرات: 1 - 4]

«4 هذِهِ مَوَاسِمُ الرَّبِّ، الْمَحَافِلُ الْمُقَدَّسَةُ الَّتِي تُنَادُونَ بِهَا فِي أَوْقَاتِهَا: 5 فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ، فِي الرَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ فِصْحٌ لِلرَّبِّ. 6 وَفِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنْ هذَا الشَّهْرِ عِيدُ الْفَطِيرِ لِلرَّبِّ. سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُونَ فَطِيرًا. 7 فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ يَكُونُ لَكُمْ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلًا مَا مِنَ الشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا. 8 وَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تُقَرِّبُونَ وَقُودًا لِلرَّبِّ. فِي الْيَوْمِ السَّابعِ يَكُونُ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلًا مَا مِنَ الشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا». [سفر اللاويين 23]

وفي الموسوعة الكنسية لتفسير العهد القديم: "يذكرهم الله بعمل عيد الفصح في شهر أبيب تذكار لفداء أبكارهم وتحررهم من عبودية مصر التي ترمز لتحررنا من الخطية بفداء المسيح (خر12، 13).

عيد الفصح هو تذكار لما فعلوه عند خروجهم من أرض مصر حيث أنقذهم الله من العبودية وخلص أبكارهم من الموت. وكان يقام في اليوم الرابع عشر من الشهر الأول وهو شهر أبيب الذي دعى بعد السبي نيسان، وهو الشهر الأول من السنة الدينية والذي يوافق الشهر السابع من السنة المدنية ويقابل حاليًا شهرى مارس وأبريل..

وعيد الفطير هو العيد الثاني لليهود ويلي عيد الفصح مباشرة أي في اليوم الخامس عشر من الشهر الأول ويعيد لمدة سبعة أيام، وذلك تذكارًا لحمل بني إسرائيل عجينهم قبل أن يختمر وخروجهم سريعًا من مصر. وطعمه ليس جيدًا مثل المختمر فيرمز للشقاء الذي عاناه بنو إسرائيل في مصر. والفطير أيضًا يرمز للنقاوة والإخلاص وللمسيح الذي تميز بهذه الصفات. [تفسير الكتاب المقدس - الموسوعة الكنسية لتفسير العهد القديم]

إذن فعيد الفصح (احتفالاً بنجاة موسى ـ عليه السلام ـ وقومه) يحتفل به اليهود في الرابع عشر من نسيان، "ويصوم اليهود اختياريا اليوم الذي يسبق عيد الفصح، وتسمى عشية العيد باسم ليلة المنهاج (ليل هسيدر)." [موسوعة قناة الجزيرة]

أما اليوم العاشر الذي يُكفر الله فيه الخطايا عن بني إسرائيل في السنة الماضية، وصيامه ملزم دون بقية أيام الصيام اليهودية، وكان هذا هو الصوم الوحيد المطلوب منهم حسب الناموس ـ حسب المعتقد اليهودي المسيحي ـ فهو عيد "يوم الكفارة ـ الصوم العظيم، يوم كيبور"، فجاء في العهد القديم: "وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «27 أَمَّا الْعَاشِرُ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ السَّابِعِ فَهُوَ يَوْمُ الْكَفَّارَةِ. مَحْفَلًا مُقَدَّسًا يَكُونُ لَكُمْ. تُذَلِّلُونَ نُفُوسَكُمْ وَتُقَرِّبُونَ وَقُودًا لِلرَّبِّ. 28 عَمَلًا مَا لاَ تَعْمَلُوا فِي هَذَا الْيَوْمِ عَيْنِهِ لأَنَّهُ يَوْمُ كَفَّارَةٍ لِلتَّكْفِيرِ عَنْكُمْ أَمَامَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ. 29 إِنَّ كُلَّ نَفْسٍ لاَ تَتَذَلَّلُ فِي هَذَا الْيَوْمِ عَيْنِهِ تُقْطَعُ مِنْ شَعْبِهَا. 31 وَكُلَّ نَفْسٍ تَعْمَلُ عَمَلًا مَا فِي هذَا الْيَوْمِ عَيْنِهِ أُبِيدُ تِلْكَ النَّفْسَ مِنْ شَعْبِهَا. 31 عَمَلًا مَا لاَ تَعْمَلُوا. فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً فِي أَجْيَالِكُمْ فِي جَمِيعِ مَسَاكِنِكُمْ. 32 إِنَّهُ سَبْتُ عُطْلَةٍ لَكُمْ، فَتُذَلِّلُونَ نُفُوسَكُمْ. فِي تَاسِعِ الشَّهْرِ عِنْدَ الْمَسَاءِ"

"الشرح: يسمى هذا العيد أيضًا عيد الغفران أو الاستغفار، وكان ميعاده هو العاشر من الشهر السابع من السنة الدينية وهو شهر تشرين الأول الذي يقابل شهر أكتوبر حاليًا. وكان محفلًا مقدسًا يمتنع فيه الشعب عن أعمالهم المادية ويتفرغون للعبادة. وكانوا يصومون في هذا اليوم ويتذللون بتوبة وانسحاق أمام الله. ويرمز هذا العيد لفداء المسيح وتكفيره عن خطايا البشرية ويقابله في العهد الجديد يوم الجمعة العظيمة.

فيوم الكفارة هو أعظم أعياد اليهود، ففيه يتم التكفير عن خطايا رئيس الكهنة وكل شعبه وكل ما في خيمة الاجتماع. وهو يرمز ليوم الجمعة العظيمة الذي قدَّم فيه المسيح كفارة وخلاصًا للعالم كله لكل من يؤمن به.

والتذلل والتوبة عن الخطايا والذي يكون مقرونًا بالصوم. إقامة يوم الكفارة في اليوم العاشر من الشهر السابع كل سنة حتى أتى المسيح وتمم التكفير عن خطايانا على الصليب." [تفسير الكتاب المقدس - الموسوعة الكنسية لتفسير العهد القديم]

ولا يفوتنا التنبيه على التأويل المسيحي المتعسف، والمتمحل لنصوص العهد القديم، والذي هو أقرب للتأويلات الباطنية؛ لتوافق المعتقد المسيحي.

كما يصمون العاشر من طيفيت: في شهر "طيڤيت - Tevet " وهو عاشر شهور التقويم الديني اليهودي، ورابع شهور التقويم المدني. في هذا الشهر بدأت جيوش نبوختنصر حصارها للقدس. ولذا، فإن ذكرى هذا اليوم يتم إحياؤها بصوم العاشر من تيفت. بصوم ساعات في النهار حداداً على بداية الحصار على أورشاليم (القدس) قبل خراب الهيكل.

ومن هذا يتبين أن يوم الصوم العظيم ـ يوم الكفارة ـ في المعتقد اليهودي المسيحي، ليس هو اليوم الذي نجى الله فيه موسى ـ عليه السلام ـ بل "هو عندهم ذكرى نزول موسى عليه السَّلام من جبل سيناء ومعه الشَّريعة، وأعلن لهم فيه أنَّ الله قد غفر لهم خطيئتهم في عبادتهم للعجل" [موسوعة الدرر السنية]

ومن ثم لا نستبعد دخول الإسرائيليات في رواية ابن عباس.

*   *   *
(4) طريقة صومه:
- حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيل بْنُ أُمَيَّةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا غَطَفَانَ بْنَ طَرِيفٍ الْمُرِّيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم - يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم -: "فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ"، قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم" [ صحيح مسلم/ 1136]
- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم -: "لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ، لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ"، وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: يَعْنِي يَوْمَ عَاشُورَاءَ" [ صحيح مسلم/ 1137]
-  حدثنا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم -: "صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَخَالِفُوا فِيهِ الْيَهُودَ، صُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا، أَوْ بَعْدَهُ يَوْمًا" [مسند أحمد/ 2155]
وأما الأحاديث الواردة في طريقة صومه، فهي مخالفة للواقع.. إذ الروايات الصحيحة تقول: إن النبي - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم - عليه وسلم صامه في مكة، وفي أول مقدمه إلى لمدينة.. ثم فُرض رمضان في السنة الثانية من الهجرة، ورواية "فإذا كان العام المقبل، صمنا اليوم التاسع، ولم يأت حتى توفى رسول الله - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم".. غير واقعية، فالنبي - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم - صام تسع رمضانات، وإذا صام يوم عاشوراء تطوعاً.. فمعناه أنه صامه - في المدينة - تقريباً إحدى عشر مرة ، إذ توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول من السنة الحادية عشر من الهجرة، فهل هناك شيء طرأ في السنة العاشرة من الهجرة جعلته يقول ذلك؟! لم ترد روايات تشير إلى ذلك.
وأما حديث "صوموا قبله يوماً" فإسناده ضعيف، فيه محمد بن عبد الرحمن الأنصاري وهو ضعيف الحديث ، وداود بن علي القرشي وهو ضعيف الحديث.
*   *   *
(5) فضل صومه:
- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ: ... قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم -: "ثَلَاثٌ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، فَهَذَا صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ، صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ" [صحيح مسلم/ 1161]
- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنّ النَّبِيَّ - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم - قَالَ: "صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ". وَفِي الْبَاب عَنْ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِيٍّ، وَسَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، وَهِنْدِ بْنِ أَسْمَاءَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَالرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَلَمَةَ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ عَمِّهِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ذَكَرُوا، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم - "أَنَّهُ حَثَّ عَلَى صِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ". قَالَ أَبُو عِيسَى: لَا نَعْلَمُ فِي شَيْءٍ مِنَ الرِّوَايَاتِ، أَنَّهُ قَالَ: "صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ " إِلَّا فِي حَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ، وَبِحَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ يَقُولُ أَحْمَدُ، وَإِسْحَاقُ" [ جامع الترمذي/ 752]
وفي السند مقال، فلعل هناك انقطاع في السند بين عبدالله بن معبد الزماني، وأبي قتادة رضي الله عنه، وقد أوضح ذلك الإمام البخاري فقد "ذكره  في التاريخ الكبير ، وقال : عن أبي قتادة ، ولا يعرف له سماع من أبي قتادة ، روى عنه : حجاج بن عتاب ، وغيلان بن جرير ، وقتادة ، ولا نعرف سماعه من أبي قتادة" ا.هـ
- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم -: "صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ يُكَفِّرُ سَنَتَيْنِ مَاضِيَةً وَمُسْتَقْبَلَةً، وَصَوْمُ عَاشُورَاءَ يُكَفِّرُ سَنَةً مَاضِيَةً" [مسند أحمد/ 22028]
وسند الحديث ضعيف لأن به موضع انقطاع بين حرملة بن إياس الشيباني والحارث بن ربعي السلمي (أبو قتادة).
وخلاصة القول في فضل صيام يوم عاشوراء: هو ما ذكره الترمذي رحمه الله فقال: "لَا نَعْلَمُ فِي شَيْءٍ مِنَ الرِّوَايَاتِ، أَنَّهُ قَالَ: " صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ " إِلَّا فِي حَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ، وَبِحَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ يَقُولُ أَحْمَدُ، وَإِسْحَاقُ" [جامع الترمذي]
فحديث عبدالله بن معبد عن أبي قتادة ضَعّفه البخاري، ولذلك لم يذكره البخاري في صحيحه، وحديث حرملة عن أبي قتادة في مسند أحمد ضعيف أيضاً.
على أن الأمر في فضائل الأعمال لا بأس بالأخذ بالضعيف فيه.. وبالعموم ففضل الصوم عظيم، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم - يَقُولُ: "مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَعَّدَ اللَّهُ، وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا" [صحيح البخاري/ 2840] و"عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم -:  "أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ" [صحيح مسلم/ 1165]
*   *   *
وإذا كان يوم عاشوراء يوماً من أيام الله.. فيجب أن نتعاهد فيه بإصلاح شأن هذه الأمة، ولا نشغلها بروايات ضعيفة، ولا احتفالات سخيفة، ولا لطميات باطلة، بل يجب أن يكون نصر الله لعباده الصالحين في هذا اليوم، ودماء الشهداء والصالحين وقوداً وقوة وعزيمة تدفعنا إلى إصلاح شأن هذه الأمة، وتحريرها مما أصابها من بغي وطغيان وفساد، وطاغوتية، وأن تُشخذ الهمم، وتشد العزائم لإعادة سنة النبي - صَلى اللهُ عَليه وَسَلم - في الحكم الرشيد، وفي إقامة الحق والعدل، وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي تطهيرها من الطغاة والمفسدين، وفي تحريرها من آثار الاستبداد والظلم والتبعية.. لتعود.. خير أمة أُخرجت للناس.

*   *   *

تنويه: أتعمد عدم الإشارة إلى هذا البحث ـ وإعادة نشره على وسائل التواصل الاجتماعي ـ في يوم صيام عاشوراء عند المسلمين؛ حتى لا يزهد أحد في صيامه. فالصيام بشكل عام عبادة عظيمة، ويُرجى لصاحبها الأجر والمثوبة عند الله ـ سبحانه وتعالى ـ وفي نفس الوقت الانتباه للتبديل الحاصل في "السنة النبوية" في سياسة الحكم والمال، وآثار الملك العضوض والجبري على حياة ومستقبل الأمة المسلمة.

*   *   *