قائمة المدونة محتويات المدونة

01‏/01‏/2015

أتباع ورجال

الفرق بين عقلية "أتباع" التنظيم، وبين عقلية "رجال" الدولة
(1) الأفكار:
أتباع التنظيم: يعيش "هاجس" فكرة واحدة تسيطر على "كل" عقله.. ويرى بها الوجود من حوله.
رجال الدولة: يتكون عقله من مجموعة من الأفكار المنتظمة، والمتكافئة، والشاملة.. والتي تؤهله لرؤية متوازنة وواسعة للحياة.

(2) النفسية:
أتباع التنظيم: يلتصق ( نفسياً وفكرياً ) بالقائد أو الشيخ، ويدور معه حيث دار.. لا يرى الحق إلا في نفسه وتنظيمه وشيخه، يدمن منهج "الإدانة والحكم".
رجال الدولة: نفسية واسعة، قادرة على الاحتواء، ورؤية الأشياء بحجمها الطبيعي، وعينه على مصلحة الدولة العليا.. بصورة متكاملة، يفضل منهج "التحليل والتشخيص والعلاج".
(3) المجتمع:
أتباع التنظيم: يعيش داخل حوصلة اجتماعية خاصة به، وبأتباع التنظيم.. لا يشعر بالراحة، ولا السكون.. إلا في ظل النماذج المكررة من نفس نمطه النفسي والفكري، ويشعر بالغربة خارج التنظيم، ويخلف - في النهاية - مزيداً من التوابع.
رجال الدولة: يعيش في مجتمع دولته.. ويعرف كافة اختلافاته، وتناقضاته، ويتوقع ردود أفعاله، ويرى الراحة في التألف والتراحم بين المجتمع ككل، ويعمل ليكون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، ويترك خلفه قادة.
(4) الخطط:
أتباع التنظيم: يخطط كيف ينتصر تنظيمه أو جماعته، كيف يعلو قائده أو شيخه، ويعتبر العمل من أجل تنظيمه هو منتهى الغايات.
رجال الدولة: يخطط على مستوى الدولة، ولديه رؤية عامة استراتيجية، ومرحلية، وتكتيكية.. يضع لها الإمكانيات والأدوات والرجال كل بما يناسب موضوعه.
(5) الأخطاء:
أتباع التنظيم: لديه حساسية مفرطة لوقوع الأخطاء، وينبري لتبريرها والدفاع عنها فيقول مثلاً: نتناصح في السر - نحن مازلنا في البداية - الفعل الصحيح مثالية خيالية - ليس من المروءة النقد ونحن في المصيبة... إلخ، ويفقد ثباته عند وقوع الأخطاء، ويعالجها بسلسلة من الأخطاء الأخرى، يقع في التشنج والانفعال.
رجال الدولة: يتوقع حدوث الأخطاء.. بل ويعد لها قبل وقوعها، وفور وقوعها يتجه لتحليل الخطأ، ومعرفة مكمن المشكلة، وأسبابها الرئيسية والفرعية.. ويضع الخطط لحلها، والخطط لتفادي وقوعها مستقبلاً، ولا يُجمل الخطأ، ويواجه جميع الأخطاء بكل شجاعة وثبات.. دون تبريرها.
(6) رؤية الأشخاص:
أتباع التنظيم: يرى الأشخاص من منظور أحادي.. إما "طاهر مقدس"، وإما "دنس حقير" ولا يستطيع أن يرى بموضوعية تستخلص الخير والفكرة، وتمضي، مُولع بالحكم على غيره.
رجال الدولة: يرى الأشخاص من منظور عام.. يعرف أن فيهم الخير والشر، والإفراط والتفريط.. لا يحكم على الناس من مجرد خطأ، ولا من مجرد فعل خير، مهتم دوماً بما يستطيع الآخر فعله، وما يتقنه.. دون أن ينتظر الكمال من أحد، ودون أن يضع كامل ثقته في أحد، مهتم بكيفية الاستفادة من غيره.
(7) الشخصية:
أتباع التنظيم: شخصية سطحية، نسخ كربونية من إخوانها.. حادة مع غيرها وينفر منها الناس، سهلة الانفعال، والانخداع، والاستدراج، والانزلاق خارج المهمة المطلوبة منها، تُحدث مشكلات أكثر من أن تقدم حلول.
رجال الدولة: شخصية قوية، هادئة، راسخة، ثابتة، واسعة، مرنة، منضبطة، لا تنفعل بسهولة، لا يستطيع أحد خداعها، ولا استدراجها خارج مهمتها، قادرة على قراءة الناس، وفهم بعواثهم النفسية والفكرية.. وكسب حب الناس، قادرة على احتواء الجميع، وتقليل المشكلات، وتمهيد الطرق، واستشراف المستقبل.
(8) الشعور بالخطر:
أتباع التنظيم: يظل يشعر بالأمان طالما أنه في أحضان التنظيم.. ومهما كانت المخاطر تحدق به، فهو لا يراها اعتماداً على رؤية قائده، ومهما أتاه من تحذير - من خارجه - يضرب به عرض الحائط، ولا يفهم إلا عند وقوع المصيبة.
رجال الدولة: لديه حساسية للشعور بالخطر، ودرجته، وطريقة التعاطي معه، وكيفية تحذير الناس منه.. ويسبق بعقله وفهمه الواقع المحيط، ويخطط كيف يسد كل الثغرات التي تحيط بدولته.
(9) التعصب:
أتباع التنظيم: يتعصب بصورة عمية لتنظيمه وقائده.. وتظل رؤيته قاصرة ومحدودة، وحميته لتنظيمه، وأتباعه فقط.
رجال الدولة: يتعصب لتحقيق أفضل صورة تليق بدولته، ويتسع صدره للجميع.. وعينه على بناء دولته، ودفع المخاطر عنها، ويشعر بالمسؤولية العامة تجاه الجميع.
(10) الصورة الإعلامية:
أتباع التنظيم: يبالغ بصورة مفرطة في تقديم نفسه، وينشغل بالرد على كل شاردة وواردة.. ويقدم صورة إعلامية محدودة، لا تشغل بال كثير من الناس، قد تسيء له أكثر من أن تنفعه.
رجال الدولة: يحسب ألف حساب للصورة الإعلامية لدولته.. ولا ينزل لمستوى الرد على أشخاص أو جماعات، ويحافظ على "الثقل السياسي" لدولته ومكانتها وسمعتها.. ويخاطب الناس بالصورة التي تفهمها، وتنتظرها، وتجيب على تساؤلاتها، في صورة تجمع بين السهولة، والأمانة، والإيجابية، والتشجيع على العمل.
*   *   *
موضوعات ذات صلة:
*   *   *