قائمة المدونة محتويات المدونة

07‏/01‏/2024

هل "التيار المُدخلي" صديق لدولة إسرائيل؟

تحت هذا التساؤل " "Is Madkhalism a friend of the State of Israel?نشرت جريدة "Times of Israel" اليهودية مقالاً يوضح فيه كاتبه أهمية، ودور "التيار المُدخلي" في دعم دولة إسرائيل، ودورهم في إدانة ما حدث في "طوفان الأقصىويبدو بعد نشر حلقة "المُدخلية" لعبد الله الشريف، وإشارته لهذا المقال؛ فقد تم حذفه من الموقع، وقد حصلت على نسخة منه من الأرشيف، وإليكم ترجمة المقال كاملاً.

كتبه: Zalghi Khan في: 28 – 12 – 2023.

ملاحظة: بين "[]" هو تعليقي.

’’مع تزايد معاداة السامية في جميع أنحاء العالم، حتى في الدول الغربية وخاصة بين المنظمات اليمينية المتطرفة والمنظمات المتعصبة للبيض وتفوقهم – لا يزال من المهم ملاحظة أن الدعم لدولة إسرائيل موجود في مكان غير متوقع ويمكن توسيعه من خلال النهج والدعم الصحيح.

وكما خمن المؤرخون [المُحللون] العسكريون في الشرق الأوسط على الأرجح، فأنا أشير إلى طائفة إسلامية غامضة مؤيدة بقوة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل ـ حتى أكثر من الأحزاب السياسية العلمانية والقومية والليبرالية ـ المدرسة الفكرية المعروفة باسم "المدخلية".

وعلى حد علم أي خبير، فإن التهديد المتمثل في الإرهاب متجذر بشكل أساسي وغير قابل للانفصال في الإسلام السياسي ــ وخاصة في التيارات الجهادية مثل تلك التي يدعو إليها داعش، وتنظيم القاعدة، وطالبان، وحماس، والجهاد الإسلامي، والشباب، والحوثيين...إلخ. وكل هذه الجماعات تتأثر بشكل أو بآخر بمنهجية الإخوان المسلمين ومبادئهم وقيمهم.

ومع ذلك، فإن الطائفة "المدخلية" تُشكل ثقلًا موازنًا لهذه الجماعات، وتساعد في تأمين المصالح والمثل الديمقراطية العلمانية الغربية، فضلاً عن أمن دولة إسرائيل.

بالإضافة إلى ذلك، تؤمن هذه الطائفة بجواز تطبيع العلاقات بين الحكومات الإسلامية وإسرائيل، ولا تؤمن بمقاطعة البضائع والخدمات الإسرائيلية.

إنَّ طاعتهم المطلقة للحكومات ـ حتى تلك المؤيدة لإسرائيل بشكل واضح، مثل الإمارات العربية المتحدة والأردن ومصر والمغرب والسودان وغيرها ـ تعني أن السياسات الرسمية التي تفيد إسرائيل لن يتم معارضتها بل دعمها؛ لأنه على حد تعبيرهم "القرار للحكام". [ويصل أمر الطاعة عند بعضهم إلى "عبادة الطاغوت"]

علاوة على ذلك، فإن هذا المبدأ اللاهوتي، المعروف في اللغة العربية باسم "طاعة ولي الأمر" والذي يمكن ترجمته على أنه "طاعة الحاكم"، هو حجر الأساس للاستقرار في دول الشرق الأوسط المؤيدة لإسرائيل.

وفيما يتعلق بدولة إسرائيل، فقد أنتجت "المدخلية" مرجعيات علمية تعتبر عمالقة في العالم الإسلامي، وخاصة في الطائفة السنية، أكبر طائفة في الإسلام، والتي دعت إلى تسوية تفاوضية للقضية الفلسطينية. وقد دافع الشيخ الألباني ـ أبرز السلفيين السنة ـ عن الحكم القضائي الأكثر شهرة الذي دعا إلى إخراج جميع الفلسطينيين، بمن فيهم معظم الإرهابيين، بشكل دائم من الضفة الغربية. وفقًا لهذا المقال، فقد أضفى الألباني الشرعية على سلطة دولة إسرائيل على كل من الضفة الغربية وغزة: "لكن يبدو أن فتوى الألباني هي اعتراف بالسيادة الإسرائيلية الفعلية على الضفة الغربية وقطاع غزة، وهو ما يتضح من خلال الجنود العسكريين الذين يحتلون الضفة الغربية، والحصار العسكري الإسرائيلي على غزة."[رابط مصدر الكاتب]

ولتعزيز التمييز بين المدخلية والإرهابيين الجهاديين، في المملكة المتحدة، دعا شمسي بن صافي، وهو رجل دين إسلامي، إلى السلام مع دولة إسرائيل اليهودية، في حين دعا دانييل حقيقاتجو – وهو محرض سياسي إيراني شيعي جهادي – إلى حرب لا نهاية لها مع اليهود ككل؛ حتى يتمكن الفلسطينيون من إقامة دولة من النهر إلى البحر. فالأول من أنصار المدخلية، والثاني من أنصار الإسلام السياسي الجهادي. فالأول صديق لإسرائيل، والثاني عدو لإسرائيل. فأيهما يخدم المصالح الغربية والإسرائيلية؟

***

أحد المخاطر الأمنية الكبرى الناجمة عن الجماعات السياسية، وخاصة ذات الميول الجهادية، هو الاغتيال. وهذا يشكل تهديداً بشكل خاص للقادة والمسؤولين الحكوميين. [يقصد الموالين لدولة إسرائيل] على سبيل المثال، هل تذكرون اغتيال الرئيس أنور السادات؟ أو اغتيال حاكم البنجاب في باكستان سلمان تيسير؟ والعالم الإسلامي معروف بتاريخه الحافل بالاغتيالات. ومن غير المستغرب أن يكون القاتل دائمًا إسلاميًا. ويمكن القضاء على هذا التهديد أيضاً من خلال الترويج الواسع النطاق لـ "المدخلية"؛ حيث إنهم يسعون إلى تحديد هذه التهديدات والتعرف عليها وإبلاغ السلطات عنها. [والمدخلية تتقرب إلى الله بالإبلاغ عن المسلمين، والتجسس عليهم!! فهم أهل بدعة وفتنة، ويعتبرون كل معارض لهم أو لولاة أمورهم فهو من "الخوارج"]

***

ولا شك أن تشرذم الدول والحكومات في العالم الإسلامي يشكل تهديداً أمنياً خطيراً لدولة إسرائيل والعالم الغربي بشكل عام؛ لأن هذا التشرذم يخلق مساحة للجماعات المتطرفة لتدريب وتجنيد الأشخاص لشن فظائع إرهابية مثل تلك التي انطلقت من أفغانستان ضد الولايات المتحدة مثل 11 سبتمبر، أو تفجيرات بالي التي أودت بحياة مئات الأشخاص بما في ذلك العديد من الأستراليين والبريطانيين.

فللتيار المدخلي دور فعال وأساسي في منع هذه الهجمات، ومن المؤكد أنهم سيدينون الفظائع التي وقعت في 7 أكتوبر أيضًا. [يقصد معركة "طوفان الأقصى"]

في التحليل النهائي، عندما نستعرض جميع الأدلة بشكل موضوعي، يصبح من الثابت أن "المدخلية" هي تيار الفكر الإسلامي الأكثر ملاءمة للأهداف والغايات التكتيكية والعملياتية والاستراتيجية لدولة إسرائيل.

 وليس لدى هذه المجموعة أي مشاكل في تطبيع العلاقات مع دولة إسرائيل، كما ليس لديها أي مشاكل مع الدول العربية التي تبيع وتشتري مع إسرائيل، وبالتالي تعزيز الاقتصاد الإسرائيلي، وتأمين مصالحها في جميع أنحاء العالم الإسلامي وحتى خارجه.

ومن المثير للصدمة والدهشة أنها تروج علنًا لفكرة إخراج جميع الفلسطينيين من الضفة الغربية وغزة، كما أنها تضفي الشرعية على سلطة وقوة دولة إسرائيل الحديثة وسلطتها على جميع الأراضي التي تعتبر أراضاً فلسطينية في نظر التيارات التي تسبب التوتر والإشكاليات السياسية والمتأثرة بجماعة الإخوان المسلمين.‘‘

رابط المقال الأصلي باللغة الإنجليزية، فضلاً.. (اضغط هنا).

***

وهذا الأمر ليسب بجديد، فمثلاً الأكاديمية التابعة للجيش الأمريكي، تقول في تقرير لها عام 2006، والذي يخلص إلى دعم "التيار المدخلي"، ومما جاء فيه: ’’ يجب على الولايات المتحدة أن تدعم بحذر شديد وبشكل غير ملحوظ الزعماء والحركات الدينية الإسلامية التي يمكنها التنافس بشكل فعال مع الحركة الجهادية من حيث الجاذبية الجماهيرية والشعبية بين الشباب.

وبطبيعة الحال، فإن العديد من المنافسين الأكثر فعالية لن يكونوا ودودين مع الولايات المتحدة والغرب؛ ولكن إذا كانت المحصلة النهائية هي رفض العنف ضد الولايات المتحدة وحلفائها، فإنه ينبغي دعمهم.

تكمن الصعوبة في تحديد القائد أو المجموعة المناسبة. ويمكن للولايات المتحدة أن تقوم ـ  وبشكل سري ـ بتمويل الشخصيات السلفية مثل "المدخلية" الذين لا يدعون إلى العنف؛ لسحب الدعم من الجهاديين. عن طريق دفع ثمن المنشورات والمحاضرات والمدارس الجديدة.

سيكون هذا فعالاً على المدى القصير، لكنه يزيد من قوة الأيديولوجية السلفية اللاإنسانية والتي تستمد منها الحركة الجهادية الكثير من إلهامها.

ويمكن للولايات المتحدة أيضاً تمويل غير السلفيين، لكنها تفتقر حالياً إلى الخبرة اللازمة لذلك لتحديد من هو المؤثر حقا. ربما تظهر استراتيجية أفضل في القريب.

وسيكون التكتيك هو الضغط على حكومات الشرق الأوسط للسماح بالمزيد من المشاركة السياسية والظهور للجماعات التي تنافس الجهاديون.

وينبغي أن يختلف هذا النهج من بلد إلى آخر. على سبيل المثال، في مصر، يمكن أن تكون جماعة الإخوان المسلمين؛ وفي السعودية الشيعة. ومرة أخرى، من الضروري ألا تظهر يد الولايات المتحدة.‘‘

[وقد دعم وسمح الغرب وضغط على مصر لإجراء انتخابات في عام 2005 الأمر الذي أدى إلى حصول جماعة الإخوان المسلمين على 88 مقعداً في البرلمان؛ وذلك لضرب التوجهات الجهادية حينها للقاعدة بعد أحداث 11 سبتمبر، وكانت الاستراتيجية ضرب الإسلام المعتدل بالإسلام الجهادي... إلخ من توصيات "مركز راند"، وإعطاء الشباب الأمل في إمكانية الإصلاح الديمقراطي بدلاً عن الجهادي، ثم لما أدركوا خطورة الإخوان المسلمين بعد ثورات الربيع العربي، وصعود نجم تركيا، وخُفوت نجم التيار الجهادي، دعموا الانقلاب على الإخوان في كل مكان، وكانت مجزرة رابعة، وما تليها من أحداث]

***

للمزيد في الرد على المُبتدعة من هذا التيار وغيرهم، راجع:

ـ الباب الثالث من كتاب: أمراض الاستبداد (آلية شرعنة الاستبداد).

ـ مقال: وإن ضرب ظهرك.

ـ بحث: منازعة أولي الأمر.

***