قائمة المدونة محتويات المدونة

20‏/10‏/2020

طفلة ألمانيا!

طفلة مسلمة عربية عمرها خمس سنوات في حضانة كاثوليكية في مقاطعة ألمانية، تحكي أمها عن واقعة اعتداء جنسي وحشي على ابنتها! في شهر سبتمبر 2020! تتواطأ وتشارك فيه إدارة المدرسة، ومن أجل تصوير أفلام إباحية، في حفل جنس جماعي للأطفال! شارك فيه المُدرسات والرجال، بتفاصيل احترافية هذا العمل، وليس مجرد حالة فردية شاذة!

حالة تخلع القلوب، وينتفض لها الضمير الحي.. وتوضح حالة "الفسق" العام الذي عليه المجتمع الغربي، كما قال تعالى: {وأنَّ أكثركم فاسقون} {وكثيرٌ منهم فاسقون}.. إضافة إلى ذلك تقول الأم: إنَّ أحد المسؤولين الألمان تواصل معها ـ عندما نشرت مأساتها على مواقع التواصل الاجتماعي ـ وقال لها: ألم نخبرك بأن هناك مؤسسة أمريكية بألمانيا تدرس سلوك الأطفال مع الرجال!! وكأن الأمر طبيعي، وأنكرت الأم أن تكون على علم بذلك، وهل هناك من عقل يتصور أن ما حصل شيء طبيعي؟! حتى الشيطان نفسه لا يعتبر ذلك شيئاً طبيعياً، بل هو إغواء وضلال يفرح له لإفساد الفطرة الإنسانية.

أما الشرطة الألمانية لم تحرك ساكناً، وأغلقت القضية!! وتركت الحضانة الكاثوليكية تمارس مسيرتها التعليمية! هذه الشرطة التي عندما يؤدب أب أو أم أولاده، فيضربهم أو يعنفهم ـ بعض الشيء ـ تقوم الدنيا ولا تقعد، ولا يترددون في نزع أبنائهم منهم، بحجة عدم الأهلية!! وهذه الحالات كثيرة جداً في أوروبا.

حالة الحضانة الكاثوليكية تكشف عن المدى الذي وصل إليه هؤلاء في "عبادة الشيطان" والكفر بالله، ولقد أصبح هذا الأمر أحد معالم "الكنيسة الكاثوليكية" (الاعتداء الجنسي على الأطفال)! ففي يونيو (2010) طلب البابا السابق بإلحاح "الصفح" باسم الكنيسة عن الاعتداءات الجنسية على الأطفال، وفي عام (2014) اعتذر البابا فرانسيس عن حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال من رجال الكنيسة ـ ومثلها أيضاً في كنيسة الروم الأرثوذكس ـ وذلك بعد انتقادات وجهتها له الأمم المتحدة، على خلفية الاعتداء الجنسي على الأطفال!

وفي عام (2018) الادعاء الألماني يحقق في (3600) حالة اعتداء جنسي على الأطفال داخل الكنيسة الكاثوليكية.

وفي نفس العام السلطات الأمريكية تُوجه الاتهام إلى (300) قس كاثوليكي بالاعتداء على (1000) طفل داخل الكنيسة!

وفي نفس العام أيضاً: يعتذر البابا فرانسيس ـ مرة ثانية! ـ عن حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال داخل الكنيسة الكاثوليكية.

وفي (2019) الفاتيكان يحقق بملابسات اعتداء على أطفال بعد إدانة المحكمة لثالث أرفع رجل دين في الكنيسة الكاثوليكية (وزير اقتصاد الفاتيكان).

وفي (24 – 10 – 2019) صدر تقرير  باللغة الألمانية لتلفزيون برلين وبراندنبورغ العمومي RBB يشكو بعض الأولياء من تعرض أبنائهم لسوء المعاملة وحتى الاغتصاب في رياض للأطفال في برلين وهامبورغ.

وفي (2020) كشفت دراسة قامت بها جامعة هيلدسهايم الألمانية أن أطفالاً مشردين أُرسلوا عمداً ـ وبشكل روتيني ـ للعيش لدى رجال لديهم ميل جنسي نحو الأطفال، بدءاً من سبعينيات القرن الماضي، ولمدة تصل إلى (30) عاماً.. وبدأ بروفيسور يدعى "هيلموت كينتلر" هذه التجربة في السبعينات.. وحصل المعتدون على إعانات مالية منتظمة، وكان كينتلر يتقلد منصباً قيادياً في مركز برلين للأبحاث، وكان مقتنعاً بأن الاتصال الجنسي بين البالغين والأطفال غير مؤذ. ووجدت الجامعة أنه كانت هناك شبكة داخل المؤسسات التعليمية، ومكتب رعاية الشباب في الولاية، ومجلس الوزراء، تقبل وتدعم وتدافع عن الأشخاص المستغلين للأطفال جنسياً فيها. جميع هذه الأخبار منشورة على الصحف الألمانية وغيرها. والغالبية العظمى من هذه الحالات يتم التعتيم عليها، وإغلاق التحقيق فيها.

وفي (10 – 09 – 2020) نشر الموقع الإلكتروني لإذاعة جنوب غرب ألمانيا العمومية SWR، تقرير عن الانتهاك الجنسي لعشرة أطفال على الأقل في روضة أطفال في الفترة ما بين 2017 و2020.

وفي (21 – 10 – 2020) يؤيد البابا فرانسيس زواج الشواذ جنسياً، ويقول: "هم أبناء الله ولهم الحق في تكوين أسرة" وإنهم مدينون بالاعتذار هذه المرة للشواذ، كما رحب الأمين العام للأمم المتحدة، واعتبرها خطوة إيجابية للغاية! كما ذكرت الإخبارية الألمانية.

ولقد وصل الأمر بهم إلى مرحلة لا نهاية لها من الطاغوتية والطغيان والفجور.. ولا عجب فهذه هي المخرجات الطبيعية لـ "الحضارة والثقافة الغربية" العلمانية الإلحادية؛ ثقافة عبادة الذات والهوى، وعبادة الشيطان، واللذة المُحرمة مهما كانت مُنتكسة،  وممسوخة الفطرة... إلخ.

هذه الحضارة! التي سمحت للشواذ جنسياً ـ الذين يمارسون ويتفاخرون بأفعال قوم لوط ـ بتبني الأطفال! واستئجار الأرحام! وتكوين أسر!! ليس بغريب عليها وأد الأطفال على هذا النحو!!

وهم يريدون "تطبيع" الاعتداء الجنسي على الأطفال، وعولمته مثل يحصل الآن مع "الشذوذ الجنسي"، فيصبح الاعتداء الجنسي على الأطفال ـ وفي سن 5 سنوات ـ أمر طبيعي! كما قال أحد كبار الباحثين الألمان!! وغيره من الأطباء والمحامين والسياسيين والصحفيين!! وكما روجت قناة إنتاج أفلام شهيرة لفيلم يستخدم الأطفال جنسياً.

ويستخدمون نفس طريقة التطبيع مع الشذوذ وهي:

1. اعتباره سلوكاً فطرياً، وسببه جينياً وليس اختيارياً، وبالتالي فهو ميل طبيعي، وليس بمرض، وصحابه غير مدان، وغير قابل للتغيير.

2. اعتبار وجوده في حضارات وثقافات سابقة.

 3. اعتبار وجوده في الحيوانات بشكل طبيعي.. وهم ينحدرون من الحيوانات على طريقة تفسيرهم الإلحادي للوجود الإنساني.

ومطالب حركة البيدوفيليا [ممارسة الجنس مع الأطفال] هي:

1. تقليل سن الموافقة على الجنس إلى (10) سنوات. ولعل يرون ـ فيما بعد ـ ذلك تعنتاً، لا ضرورة له، والأفضل فتح المجال من الطفل الرضيع، وسن الخمس سنوات، فالصور التي تروج لهذا الفجور فيها أطفال من سن (3) إلى (5) سنوات!

 2. إزالة البيدوفيليا من قائمة الأمراض والاضطرابات الذهنية، والاعتراف بها كطبيعة بيولوجية.

3. إزالة أي قانون يُجرّم العلاقة بين الطفل والرجال البالغين.

ويبدأ الأمر اجتماعياً بالحديث عنهم والصدمة من رد الفعل، ثم تحويلهم من مجرمين إلى ضحايا، ونزع أي صفات سلبية عنهم، ثم اعتبارهم بشراً يستحقون نفس الحقوق والكرامة والمساواة، ثم تقنين أوضاعهم دستورياً وقانونياً، ثم تجريم من يعتدي على حريتهم!! ومن ثم جعلها هي "المعركة الحقوقية القادمة". [مُستفاد من مقال: "اشتهاءالأطفال".. هل يستعد الغرب للاعتراف بالبيدوفيليا؟ موقع قناة الجزيرة/ 2018، راجع كذلك: أطفال في الأفلام الإباحية، قناة رواسخ]

تقول طبيبة نفسية  ـ منشور بحثها على منصة تعليمية هولندية ـ في محاضراتها بعنوان "كونوا ناضجين تجاه البيدوفيليا"! إن نسبة البيدوفيليا في ارتفاع، وإنها تكاد تكون حولنا في كل مكان، وإنها تشعر بالأسى عندما تذهب إلى الشاطئ مع ابنة أختها، فتشعر إن هناك من الرجال من يشتهي الطفلة الصغيرة، وتقول هناك امرأة قالت لها: إن ابنتها ذات الخمس سنوات، أعطها شاب من الحي باقة ورود مع خطاب يُعبر عن تعلقه بها! وكانت الباحثة ـ وهي تحاول اغتصاب عقول الجمع الغفير من الحاضرين ـ تتكأ وتُشدد على كلمة "إحصاءات" حتى تتم عملية الاغتصاب باسم العلم! وقالت: لا يمكن تغيير حالة البيدوفيليا، إنها حالة جينية غير قابلة للتغيير!! وعندما يسمع المشاهد كلمتي "جينات، وإحصاءات" فإنه يُسلم لهذا الدجل على إنه علم قاطع يقيني لا سبيل لرده.

دخلت الباحثة من مدخل خبيث، ظاهره العقلانية والمنطق! وهو نفس مدخل تقنين البغاء الذي يقول به أهل الإلحاد العلماني: إن حالات التحرش والاغتصاب كثيرة جداً، ونسبة غير المتزوجين عالية مترفعة، والشهوة بين الرجل والمرأة أمر فطري طبيعي.. إذن الحل ـ ولا حل سواه ـ هو: فتح وتقنين بيوت الدعارة، وذلك من أجل تقليل التحرش والاغتصاب، وتنظيم العمل الصحي والرقابي، وأخذ الضرائب، فيا لها من فوائد جمة! حاولت الباحثة بث هذا المنطق مع البيدوفيليا.. إنها حولكم في كل مكان، ولا يمكن تركها هكذا، ولا يمكن تغييرها فهي أمر فطري، ومن ثم.. حماية لأطفالنا، لا بد إذن من الاعتراف بها، وتقنين وتنظيم أوضاعها.. وليست هي سابقة في هذا المجال، فقد سبقها إلى هذا الدجل باحثين ودارسين وكُتاب ومنتجي أفلام... إلخ.

هذا الإلحاد والمحاداة لله ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يُقدم في كل مرة باسم العلم، والعقلانية، والواقعية، والنضوج!!

***

وإنَّ الشيطان لن يقف بالإنسان عند حد في الكفر أو الفجور، بل سيأخذه في كل مرة إلى دركات أشد، وأبعد! كما نرى الآن.

إنَّ هذا الأمر في الإسلام عندما يَثبت ويُستعلن على نحو ما سمعنا، فإن الإسلام يعلن "حالة الحرب" وليس "قضية جنائية" تتطلب ادعاء وأدلة وشهود.. حالة حرب تستهدف استئصال الطاغوت، ودمغ الطغيان، وحسم مادة الفجور.

***

والكنيسة الغربية.. بعدما كفرت بالله، وكفر بها الناس، تروج لنفسها من خلال العمل الخيري، والتعليمي، والصحي، والحفلات المختلطة بين الشباب، ويضطر فقراء المسلمين الهاربين من جحيم الطغيان والعدوان والتجبر في بلادهم.. يضطرون إلى إرسال أبنائهم إلى هذه المدارس المجانية المتوفرة، ظناً منهم أن الأمر فيه تسامح، وتعايش!! وهذا هو الستار الخادع..

لقد هاجر المسلمون إلى بلاد الغرب، طمعاً في مستقبل أفضل لأبنائهم، فإذا بهم يفقدونهم.. يفقدون دينهم، وكرامتهم، وحياتهم، وأخلاقهم.

والغرب يستقبلهم لأنهم غنيمة، وعينه على ذراري المسلمين، بعدما شاخ الغرب، وكفر بنظام الأسرة.. الذي يتمسك به المسلمون، عينه على "العمالة الرخيصة" التي تُشغل لهم المصانع، وهم ضامنون إلى أن ذراري المسلمين سوف تنسلخ من دينها أو على الأقل تنساه، فليس منهم خطورة.

إن الغرب سيظل "ينقم" على المسلمين، دينهم، وأخلاقهم، وإيمانهم، وتاريخهم، وشريعتهم.. كما قال تعالى: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ﴾ [المائدة (59)] وسيحسدون المسلمين، ويُبغضونهم.. ولكن بعض المسلمين لا يُصدّقون كتاب ربهم! وينخدعون في عطف بعض الصادقين من الغربيين، ويتخدرون بمعسول الكلام عن الحرية والديمقراطية والتعايش، والتطور والتقنية، ورغد العيش..

وإنَّ على المسلم أن يضمن لأبنائه المستقبل الأفضل، وأفضل ما يقدمه لأبنائه هو (البيئة الإيمانية النظيفة) التي ينمو فيها الأبناء نمواً إيمانياً صحياً سليماً، لا يخشَ الفقر، ولا يخاف الطغيان..  وليختر ـ حينما تضطره الأنظمة الخائنة المجرمة العميلة للهجرة من دياره ـ أرضاً إسلامية، وليعش في مجتمع إسلامي، وليُحصن أبنائه بكتاب الله.. هذا هو دور الوالدين، ومسؤوليتهما تجاه أبنائهما.. ورزقهم على الله، الذي يرزق من يشاء بغير حساب.

***

راجع ـ إن شئت ـ مقال:

- حرية الإنسان.. وحرية الحق.

- مشكلة التحرش الجنسي.

ـ أطفال في الأفلام الإباحية،  ما بعد الشذوذ من أوصل البيدوفيليا إلى منصة TEDx؟ (قناة رواسخ على اليوتيوب). في حال حذف القناة ـ لا قدر الله ـ حاول البحث بالاسم.

ـ كيف قتل كِنزي الطفولة؟ ـ د. إياد قنيبي.