كان لتنظيم قطر لكأس العالم، والاحترافية التي ظهرت في التنظيم، وصعود فريق المغرب للدور النهائي، أثره البالغ في تضخيم موضوع "الكرة"؛ حتى أخذ زخماً كبيراً ساعدت فيه قناتي: الجزيرة والعربي، وبطبيعة الحال القنوات الرياضية المتخصصة، حتى تم خلق حالة من الرأي العام التي تتحدث عما حصل على إنه الفتح المبين، والانتصار العظيم!
ووجدت تفاعلاً كبيراً حتى من الدعاة المسلمين، لا أدري عن قناعة، أم تأثراً بموجة الزخم العارمة، وصارت أحداث المونديال تضغط على فكر وأعصاب الناس، ورغم ما كتبته في مقال: "كأس العالم.. وصناعة التفاهة العميقة" وجدت الحاجة لمناقشة بعض الموضوعات حول المونديال، وأرجو من القارئ أن يتحمل طول المقال!
وقد صاحب صعود فريق المغرب حالة من الفرح الهستيري ـ وقد حصل على المركز الرابع ـ لما انجزه من مفخرة للعرب! ومازالوا يعتبرون ما حصل إنجاز وشرف تاريخي للعرب جميعاً، وللمغرب خصوصاً، ونحب أن نُذكر بإنجازات أخرى للمغرب خارج أرض الملعب:
ـ الدين العام: 89 مليار دولار (2022) بما يعادل حوالي 70 % من الناتج المحلي، بزيادة حوالي 8 مليار عن العام السابقStatista) .) وهناك دراسات أخرى تقول (91 مليار دولار) بما يعادل 80 % من الناتج المحلي (مركز البحث التجاري للدراسات).
ـ عدد الفقراء: 3.2 مليون إنسان. (المندوبية السامية للتخطيط بالمغرب)، ودراسات أخرى تقول: 19% من السكان يعيشون بأقل من 4$ يومياً.
ـ عدد العاطلين: 1.4 مليون إنسان.
- ترتيب مؤشر فساد القطاع العام: 87 من أصل 180 دولة (1 يعني الأفضل في الشفافية) [مؤسسة الشفافية الدولية]، ونتمنى أن تتأهل للمربع الذهبي لمكافحة الفساد، وليس للعب كرة.
ـ العنوسة: أكثر من 60 % من المغربيات من بين 20 و24 سنة غير متزوجات، وأكثر من 28% من المغربيات ما بين 30 و34 سنة "عانسات". حوالي (8 مليون فتاة عانس)، ودراسات أخرى تقول أكثر من 70 % من الشباب بدون زواج نظراً للظروف الاقتصادية.
ـ الهجرة غير الشرعية: أرقام مفزعة لشباب يلقون بأنفسهم في البحر طلباً لدخول أوروبا، وهرباً من جحيم الطغيان، والفساد، والظلم، والبطالة، والفقر.
وهذه هي الأرقام الرسمية! والأرقام الفعلية ـ على أرض الواقع ـ تكون أكثر من ذلك بكثير!!
والأمر لا يختلف كثيراً في بقية الدول العربية التي تُعاني هي الأخرى أرقاماً مفزعة من الفساد والعدوان.
ولو أن كرة القدم ـ والفوز فيها ـ يُخفف ولو عشر معشار العشر من هذه المعاناة، لكن لدعمها، والفرح بالفوز فيها وجاهة، ولكن اللاعبين والقائمين على اللعبة يفوزون بالملايين، ويرحلون، ويرتكون للناس الوهم، وقد بلغ السفه مبلغه إذ وجدنا مجموعة من المعتمرين أمام بيت الله الحرام، تدعو بحرارة للمنتخب المغربي، ويرددون مع إمامهم!
***
وما من شك أن دولة قطر نجحت بجدارة في تنظيم المونديال، وما من شك ـ حسب ما يقوله خبراء الكرة ـ أن المنتخب المغربي لعب بصورة احترافية، ولكن السؤال: وهل كان هناك من تحديات أو صعوبة في التنظيم؟ لقد أُنفقت مليارات من أجل هذا التنظيم، النجاح أنها صُرفت ولم تُسرق! وإلا فأي من يملك هذه المليارات يستطيع أن يعمل أي شيء؛ إذا جلب الخبراء في كل مجال، وصرفت الأموال في مسارها الصحيح دون سرقة أو اختلاس.
ولكن حسن التنظيم لا يُلغي تفاهة الحدث، ولا يُلغي عدم مشروعية إنفاق كل هذه الأموال في غير الوجهات الشرعية التي حددتها وأرادتها الشريعة الإسلامية، وإضاعة الوقت والأعمار وتأييد انشغال الناس بهذه الكرة ـ مهما بلغ عددهم ـ مما حرّمه الإسلام أيضاً، وقد جعل الاهتمام بمعالي الأمور منهج حياة، جاء في الحديث الشريف: "إِنَّ اللَّهَ ـ عز وجل ـ يُحِبُّ مَعَالِيَ الأُمُورِ، وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا" [المعجم الأوسط للطبراني].
***
وقبل الشروع في موضوع المقال، أحب أن أقول كلمة عن "الزخم الإعلامي":
حالة الزخم والحضور والاهتمام والمتابعة المستمرة والأضواء الباهرة الساطعة، تخلق حالة من الحضور الذهني والشعور بالانفعال والمشاركة مع أي حدث سواء أكان جاداً أو تافهاً عظيماً أو حقيراً، والإعلام ووسائله أصبح ـ بحد ذاته ـ عملاً يُدير ويدر المليارات، وتجتمع فيه أفضل العقول المسؤولة عن التأثير والإبداع والهندسة الاجتماعية وإدارة الجمهور وتخليق الأراء وتوجيه المشاهد، والتأثير النفسي والعقلي فيه..
فمثلاً: كرة القدم، كرة شعبية محبوبة، لا بأس أن يلعبها الإنسان، وكلنا لعبنا مع أبنائنا، ولعبنا ونحن صغاراً، ولا بأس إن شاهد في وقت فراغه مباراة لبعض المتميزين في اللعبة كنوع من التسلية في بعض وقت الفراغ ـ إن وجده المسلم الجاد ـ هكذا يبدو وزنها صحيحاً في العقل.. ولكن الإعلام بزخمه وأدواته وتأثيره يصنع صورة مغايرة تماماً عن هذا الحجم، إنه يأخذها بعيداً ليصنع لها هالة، ويخلق لها وجوداً من العدم، ويتابع تفاصيلها بكل دقة، ويتتبع كل أخبارها، ويخلق القنوات الرياضية المتخصصة ـ التي تحرق الأوقات والأعمار ـ وينشأ الأستوديوهات التحليلية لمناقشة "خطط" كرة القدم! والإعلام يهدف إلى خلق التفاهة وجذب الناس إليها، فالأمور الجادة في الحياة لا ربح من ورائها ولا مشاهدات ـ فيما يظن الإعلام ـ فيهدف إلى جذب أكبر عدد من الناس؛ ليتربح من وراء مشاهدة الإعلانات والاشتراكات.
ومن عجائب هذا الزخم أنه يجذب حتى النساء التي يبدو اهتمامها بهذه الرياضة غير مألوف، لكن حالة الانتشار والجاذبية تجعلهن يخضن مع الخائضين، حتى وإن كن لا يعرفن شيئاً عن "اللعبة"! وحتى يستمر در المليارات وإشغال الناس بالتوافه لا ينتهي الأمر عند كأس العالم، فهناك كأس العالم للأندية، وكأس العالم للنساء، وكأس العالم للقارات... إلخ، طوال العام لا ينقطع هذا العبث والهزل!
ونجد في مونديال قطر: التغطية الإعلامية الواسعة والمستفزة التي جعلت من الحدث كأنه قضية الأمة المصيرية، والظهور المستمر يخلق حالة من الاهتمام ويفرضها فرضاً على العقل والنفس! ومن يستمع إلى التقارير وطريقة إخراجها تجعل المرء يظن أنها معركة حربية مصيرية، يترتب عليها مستقبل الأمة! وذاك من الاستخفاف بالعقول.
وصَاحب ذلك فوز منتخب المغرب في عدة مباريات، مما أضاف زخماً إضافياً للحالة الموجودة بالفعل؛ باعتباره نصراً للعرب، وتوحيداً للمسلمين، وصورة إيجابية تم تضخيمها بصورة مبالغ فيها!
نجد عشرات ـ بل مئات ـ الساعة الإعلامية التي تغطي الحدث، وتفرض نفسها، وتخلق جاذبية.. إضافة إلى كونها بالأساس لعبة محبوبة، ونجد على الجانب آخر، وأثناء فعاليات كأس العالم وتغطية كل صغير وكبيرة فيه، وتضخيمها بتسليط الأضواء المستمرة عليها، كان هناك خبراً لم يستغرق ثوان معدودات، وهو: 28 مليون أفغاني بحاجة ماسة إلى المساعدة. هذا الخبر الغير سعيد ولا يدخل في دائرة (الترفيه) ولا يجلب أي إعلانات.. لا يهتم به الإعلام، إنما يذكره عرضاً..
ورغم هذه الحالة التي تسترعي انتباه الإنسانية ـ وغيرها الكثير والكثير وتجده كله عند هذه الأمة المكلومة ـ لا تجد لها اهتماماً؛ لأن الإعلام ـ ورجاله ومموليه ـ لا يرضون عن هذا الخبر! ورغم أن الخبر لا يحتاج زخماً بل هو من أوجب واجبات الأمة المسلمة، فإنه يظل مظلماً بلا أضواء.
وكذلك خبر عن اليمن، يقول: آلاف الأطفال تموت جراء الحرب الحالية، ولا يتم تغطية الخبر بالصورة التي تصنع له الزخم الذي يجذب انتباه الجماهير، ويجعلهم يشاركون، ويتفاعلون، ويهتمون.
والصومال على موعد مع المجاعة يموت فيها الآلاف جوعاً، وهناك أكثر من ميلون إنسان على مشارف الموت منهم نصف مليون من الأطفال.
ومثل هذه الأخبار ستتدخل فيها "المصالح والمواقف السياسية للأنظمة الباغية" ومن ثم يريدون إبعاد الناس عنها بالكلية، وإشغالهم بما لا خلاف فيه، وهو محل الإجماع: وهو "الترفيه – التفاهة".
وإذا قال قائل: دعك من هذه المآسي، نريد الترويح عن أنفسنا قليلاً، ونتخفف من مرارة الواقع، حتى ولو كان الأمر تافهاً، وحتى ولو كان نصراً متوهماً! فنجد أيضاً أن الإعلام هو الذي يصنع ويقرر لهم نوع الترفيه، ومادته، ووقته، وإذا أطفأت الأضواء ينطفئ معها كل شيء، فحتى الترفيه لا سلطان للجماهير فيه، وحتى التفاهة لا يملكون تغيير شيء فيها. فالإعلام ـ وأدواته ـ تقريباً هم الذين يُقررون كل شيء.
والإنسان العاقل ـ ولو كان مُلحداً ـ مفترض هو الذي يُقرر لنفسه ما يشاء، وينظر فيما يحب، ويختار لنفسه ما ينفعه بالقدر الذي يريده، ولا ينساق وراء هندسة إعلامية تهدف إلى غاية واحدة هو "الربح من الإعلانات" أو "خدمة أيديولوجيا سياسية للمالك أو الممول".
فما بالنا بالإنسان المسلم، العاقل، الراشد، المتزن.. الذي ينظر إلى الحياة الدنيا من منظور الآخرة؟!
إن تضخيم الإيجابيات التي صاحبت "مونديال قطر" مثل منع فعاليات الشذوذ، والظهور بصورة راقية، ومواقف أخلاقية هنا وهناك، والتي جاءت عرضاً لا أصالةً؛ من شأنها أن تُصور للناس أهمية حدث لا يصح أن يجذب انتباه المسلمين كل هذا الانتباه أو ينفقون فيه شيئاً من أموالهم وأوقاتهم.. والأولى الاهتمام بمعالي الأمور كما جاء في الحديث الشريف.
***
وعلى كل حال، سنناقش الإيجابيات، والسلبيات التي صاحبت المونديال؛ لنقف ـ بإذن الله ـ على صورة صحيحة، ولعل يساعدنا ـ إن شاء الله ـ أفول الزخم الإعلامي، وانفضاض الناس، فتهدأ العاطفة، ويظهر العقل.
الإيجابيات:
ـ التضامن العربي (والتوحد والتعاطف والتناصر).
وهو شعور جميل أن يشعر العرب بتوحدهم، وتآلفهم، وتعاليهم على الخلافات الفارغة، وأن تجمعهم الفرحة، ولكن هذا الشعور الجميل عندما نعرف أن كان بسبب "كرة" فإننا نشك في مصداقيته واستمراريته وقدرته على الإنتاجية والتضامن الحقيقي؛ فيكون له الأثر ويبقى.
وقد سمى البعض هذا الشك في متانة واستمرارية هذا الشعور بـ "دعاة الكآبة باسم الدين" و"شرطة المشاعر والأفكار"! وإن ضمانة المتانة والاستمرارية لهذا الشعور، وشَرْطه: أن يكون على تقوى من الله، ورضوان، ولصاحب الظلال كلمة جميلة عن الفرح، يقول رحمه الله: "بالتجربة عرفت، أنه لا شيء في هذه الحياة يعدل ذلك الفرح الروحي الشفيف الذي نجده، عندما نستطيع أن نُدخِلَ العزاء أو الرضى، الثقة أو الأمل أو الفرح، إلى نفوس الآخرين. إن هذا لهو الفرح النقي الخالص، الذي ينبع من نفوسنا، ويرتد إليها، بدون حاجة إلى أي عناصر خارجية عن ذواتنا، إنه يحمل جزاءه كاملاً؛ لأنه جزاءه كامن فيه!" [أفراح الروح ـ سيد قطب رحمه الله] ولا يكون هناك فرحاً حقيقياً إلا بأن يستشعر الإنسان فضل الله ورحمته، ودينه ورسالته: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [يونس (58)]
والسؤال: ألا يمكن أن توحدنا آمال أخرى غير الكرة؟!
ـ ألا يمكن عمل مبادرة توظيف للشباب العربي بدلاً عن الهرب للدول الغربية، أو إلقاء نفسه في البحر ـ في الهجرة غير الشرعية ـ هرباً من جحيم الطغاة والفسدة والظالمين؟!
ـ ألا يمكن منح "العربي" الذي وُلد وعاش في الخليج أكثر من أربعين سنة، حق الإقامة الدائمة على الأقل، بدلاً عن طرده بانتهاء تصريح إقامته المؤقتة؟!
ـ ألا يمكن التضامن مع النازحين من سوريا والعراق واليمن والصومال وغيرهم، وعمل برامج رعاية وتنمية لهم تحفظهم من الضياع والتشرد؟!
ـ ألا يمكن مواجهة الفقر والمجاعة التي تتعرض لها بعض الدول العربية والإسلامية؟!
ـ ألا يمكن عمل أي شيء ذا نفع، وذا فائدة تعم الجميع، وتخفف عن الجميع، وترفع الأذى عن الجميع؟
... هناك مئات المشكلات والقضايا المصيرية التي يمكن التضامن حولها، والعمل من أجلها، وحل مشكلة واحدة ينقذ آلاف وملايين النفوس الإنسانية.. ألا يكفي هذا للوحدة والتضامن والفرح بالنجاح في خلق واقع أفضل؟
لماذا يقتصر الأمر على ما هو تافه؛ (لاعب العرب، مغني العرب، ملكة جمال العرب، فريق العرب)؟
لأن التفاهة لا تُزعج الطغاة، بل تُرسخ وجودهم، وتُخدر جماهيرهم، ولأنها تُدر مليارات الأموال على صانعيها.
ولا أقول جديداً، ولم آتِ بما لم يأتِ به الأوائل؛ فالجميع في قرارة نفسه يعرف هذه البديهيات، لكن الزخم الإعلامي الذي يُشكل "العقل الاجتماعي" هو الذي يجعل الناس تنساق وراء الحالة التي يرسمها الإعلام، دون النظر في طبيعتها، وأولوياتها، بل ودون النظر حتى فيما ينفع الإنسان نفسه.
وليس من الصعوبة بمكان ـ فيما أرى ـ أن نفهم مقصد الإسلام من الاهتمام بمعالي الأمور، والالتفات لقضايا الأمة المصيرية.
إنَّ الخير في هذه الأمة عظيم وكبير، ولديها الكثير والكثير ـ من الخير ـ لتفعله، وفي يدها كل المقومات، ومعها كتاب لا تضل بعده أبداً لو أخذته بقوة وتجرد وإخلاص لله جل جلاله.
وعودة إلى مسألة التضامن العربي:
أثناء بحثي عن إيجابيات كأس العالم شاهدتُ تقريراً لقناة "العربي" وهي تتحدث عن "الوحدة العربية" والانتماء والهوية العربية، وكيف وحد المونديال، وأداء الفريق المغربي، وتعزيزه لهذا الشعور العربي.. ولم أسمع كلمة واحدة عن "الإسلام" ولا أي إشارة له! وأظن أن العقلاء يعرفون خطورة تقديم الهوية العربية على الهوية الإسلامية، بل وإحلال العربية محل الإسلامية، باعتبار العربية هي أساس الوحدة، والأديان مختلفة!
والهوية العربية هي الخادم للهوية الإسلامية، وليس العكس، قال تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ﴾ [الرعد (37)] فكانت جزيرة العرب وما حولها.. هي درع الإسلام، وحامل رايته، ولم يكن للعرب أي ذكر بين العالمين إلا بهذا الدين. وجاء التعبير عن الدين بـ "الحكم" أي الوحدة السياسية والاجتماعية باعتبار أن الاجتماع السياسي للعرب، ولغير العرب هو تحت راية الإسلام فقط، وامتثالاً لشريعته. مع التحذير من اتباع أهواء العرب السابقة قبل الإسلام أو المخالفة له.
***
ـ قضية فلسطين.
ومن الإيجابيات في هذا المونديال الاهتمام بالقضية الفلسطينية، وإن كان دون المستوى، ودون المطلوب.. ورُفعت أعلام فلسطين، جنباً إلى جنب مع أعلام المغرب، الذي طبّع رسمياً مع إسرائيل في كل المجالات، لكن الشعوب العربية ترفض هذا التطبيع، فلا يصح فقط الاهتمام بالقضية الفلسطينية بأي صورة وبأي منظور، فمثلاً: السلطة الفلسطينية الحالية ـ التي تزعم تمثيلها للشعب الفلسطيني ـ تُباهي وتُفاخر في كل مناسبة بأنها خط الدفاع عن "دولة بني إسرائيل" وهي وسادة الأمان لها، ولا تطلق رصاصة واحدة على المحتل، إنما كل الرصاص، والاعتقالات، والتعذيب حتى الموت إنما هو من نصيب أبناء فلسطين وحدهم عندما يُفكرون في استخدام "العنف" ضد "دولة صهيون" التي تصرف مرتبات السلطة الفلسطينية، حتى شيوخ هذه السلطة ينافحون عن إسرائيل، ويدمدمون على شباب فلسطين، أما السلطة فقد لخصت نضالها! من خلال الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.. الذي لا يعترف إلا بالسلطة الفلسطينية ممثلاً للشعب الفلسطيني؛ نظراً لكفاحها المقدس في حماية بني إسرائيل!
ومن الأولى أن تعرف الشعوب التي تحب فلسطين هذه الحقيقة التي يُصرّح بها قادة فتح صباح مساء كسباً لود إسرائيل، وتقرباً وإحساناً وطاعة لسيدتهم. فما هم إلا "الشرطة المحلية" للمحتل! كما إنها ليست مجرد قضية عربية بل قضية إسلامية خالصة، وليست قضية قومية علمانية كما تصورها حركة فتح، والأحزاب القومية العربية.
وقال نائب السفير الإسرائيلي بالمغرب: "وضح لي أصدقائي في المغرب أن رفع منتخب المغرب علم فلسطين في المباراة ضد البرتغال لا يمثل معظم الشعب المغربي ولم يتم بتوجيهات من الملك.. وعلاقات التطبيع زادت حميمية بشكل كبير".
والفكر القومي العربي ـ ودعواه للتضامن العربي ـ يهتم بقضية فلسطين (من منظوره الفلسفي) باعتبار وتحديد دولة بني إسرائيل بأنها مجرد نظام "أبارتهايد كولونيالي" نظام فصل عنصري يحتل الأراضي الفلسطينية، والصراع معه يدور حول هذا الأساس ـ كطبيعة الفكر اليساري ـ لاغياً جوهر القضية كلها، باعتبارها قضية إسلامية خالصة، أساسها هيمنة الإسلام على القدس، وظهوره على الدين كله: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ [الصف (9)]
وبالعموم.. أُحذر من أن يتم إعادة إنتاج القومية العربية، والترويج للفكر اليساري ـ الجرعة المُخففة ـ عن طريق "قناة العربي" أو غيرها من القنوات، تحت مُحددات:
ـ القومية الديمقراطية،
ـ والمدنية [أي: ضد الحكم العسكري، وضد الحكم الديني وتشريعاته الغيبية]،
ـ والمتسامحة ـ في نفس الوقت ـ والمنفتحة على الإسلام، والجوار،
ـ وغير المنغلقة أو الشوفينية، والمتبرأة من جرائم أمثال حزب البعث،
ـ وضد الشمولية، ومع الحرية الليبرالية الاجتماعية..
وخطورة الترويج للقومية يكون ـ بالأساس ـ على حساب الهوية الإسلامية، والشريعة، وإن لم تتخذ "اليسارية المُخففة" موقفاً عدائياً من الإسلام، وتحترمه كثقافة وعادات وطقوس؛ فيظل خطرها باعتبارها الحل الأمثل لمشكلات الأمة، وقضاياها، ومن ثم إزاحة الإسلام ـ من الناحية السياسية والاجتماعية ـ عن الواقع، وعن حياة الناس.
والأمة العربية، وسر تضامنها ـ وحتى بعد تقسيمها وتفتيتها وخلق العداوة بينها ـ وشعورها بالتوحد، إنما بسبب أنها جاءت من "رحم واحد" على يد "رسول واحد" هذه الأمة خرجت من رحم الإسلام، وعلى يد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فنسبها الإسلامي يجمعها، ولا نسب لها غيره، والأمة الإسلامية ـ غير العربية ـ يجمعها نفس "الرحم"، ونفس الرسول، ونفس الكتاب، فهي أمة واحدة.. عمل الأعداء ـ بكل حيلة ووسيلة ـ على تفتيت تلك الوحدة: شعورياً، وسياسياً، وجغرافياً، وقومياً؛ حتى لا تقوم لها قائمة. وإذا أرادت أن تعود إلى أصلها، فلتجتمع على الإسلام كما كانت أول مرة.
***
ـ صورة العرب أمام الأجانب.
ظهر الكرم العربي للأجانب والزوار، وقد أُعجبوا بذلك كثيراً.
ولكن.. هل نُقدم أنفسنا على إننا عرب فحسب، أم على إننا مسلمون عرب، أم على إننا عرب مسلمون؟
وهذه مقدمة تأسيسية لما يأتي بعدها، فأي هوية نُقدم، وأيها نؤخر، وما هو الأصل، وما هو التابع، وهل نقدم الإسلام كثقافة وتاريخ، أم شريعة وشعيرة ونظام؟ وأظن السؤال لا يحتاج إلى جواب.
وعلى كل حال، لقد انبهر بعض الأجانب ببعض المظاهر الإيجابية، ومنها شطاف الحمام ـ خرطوم المياه للتطهر ـ وكذلك لم يكن يتوقع بعض العرب عادات الشعوب اللاتينية، والسؤال: هل كنا نحتاج لعرض أنفسنا إلى تنظيم كأس العالم؟
ـ لماذا لم نصنع الشطاف، ونجعله ثقافة، ونُصدره للغرب؟ ومازلنا وللأسف نستورده من الصين! بل هناك بعض الفنادق في بلادنا تتخلى عنه تقليداً للغرب!
ـ لماذا لم نذهب إلى أمريكا اللاتينية واستكشاف فرص الدعوة الإسلامية هناك، وهي أرض بكر وخصبة للدعوة؟ بينما واقع الدعوة هناك مأساوياً، يسيطر عليه عائلات تنتفع من تجارة اللحوم الحلال!
ـ لماذا لم نصنع ثقافة الحجاب والاحتشام، وتصديرها كأساس للحضارة الإنسانية، بدلاً عن العري الذي يُمثل عبادة الشيطان؟
هناك مئات وألوف الأمور التي يمكن أن نسوق بها ثقافتنا التي هي بالإساس إسلامية، وندعو إلى الله الذي هو "أحسن العمل"، كما قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [فصّلت (33)]
لقد أعطنا الله كل شيء، ومن كل ما سألنا، ومعنا الكتاب الذي لا نضل بعده أبدا، وهناك الكثير والكثير من الأمور الجادة مما يمكن عمله، ولكن من ينشغل بتوافه الأمور، لن يجد وقتاً لعظائمها.
***
وسبق الإشارة إلى حظر قَطر فعاليات الشذوذ الجنسي، وتزيين الشوارع بأحاديث النبي عليه السلام ـ وذلك في مقال: كأس العالم.. وصناعة التفاهة العميقة ـ وأضيف هنا: منعها لسوق المراهنات، وإن استمر السوق بشكل عالمي "فقد قدر الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" حجم الإنفاق في سوق المراهنات على هامش مونديال روسيا 2018 بأنه بلغ 156 مليار دولار. وتأمل شركات القمار في انتعاش أكبر لبطولة هذا العام، على الرغم من الحظر المفروض على المراهنات في قطر.
وقال إنه "في السنوات الأخيرة، شاهدنا تحول شركات المراهنة لرعاية أندية رياضية ولاعبين لهم وزنهم في عالم الرياضة ... المراهنات تجذب عشرات مليارات الدولارات سنويا، فلا غرابة إذن أن تتفنن شركات المراهنات في إعلاناتها لأخذ حصة من هذه الأموال".
وأضاف: "هذه الإعلانات التي يصرف عليها الكثير، عادة ما تكون جميلة، مبتكرة، تروج للفوز والانتصار والفرح والروح الجماعية لكي تدفع أكبر عدد ممكن من المتابعين للمراهنة" [قناة الحرة].
وإننا لنفرح لأي إيجابيات ـ وإن جاءت عرضاً لا أصالةً ـ فالمسلم يفرح بالمعروف من الخير، ويكره المنكر، حتى وبغض النظر عن بواعثه، ومقاصده.. ولا يشترط الصورة المثالية أن تطبق دفعة واحدة، مرة واحدة كأنها نازلة من السماء، ولكن عندما يتم تضخيم وتهويل بعض الإيجابيات، نضطر إلى مثل هذا التوضيح، والله المستعان.
***
السلبيات:
- جعل أصحاب هذه اللعبة قدوة ومرجعية ومثال.. ليبلغ تأثيرهم للملايين، وتوظيف وتوجيه مشاعرهم، وهذا غير التلاعب التسويقي عبر منصات التواصل الاجتماعي.
ـ صُنع بطولات وقدوات ومرجعيات للشباب والفتيان والفتيات من اللاعبين والفنانين والمغنيين... إلخ، وتشجيع الانشغال بأخبارهم، وأحوالهم، وتقليدهم؛ وتضييع الأوقات والأعمار والاهتمامات في هذا العبث.
- إقامة الحفلات الماجنة المختلطة المصاحبة ـ والمستمرة ـ طوال فترة المونديال على غرار حفلات السعودية! وما فيها من فساد خلقي، وتهتك.
ـ التطبيع مع إعلام الكيان الصهيوني.
ـ هدر الكثير من الأموال في هذه الألعاب.
ـ الانكسار النفسي، والحزن العميق، وتجاوز الأمر حدود اللهو البريء. وجعل الناس تدور مع المنتصر الذي يحقق لها إشباع عاطفتها بالنصر، وهزيمة الخصم، والهوس بالفرح والنصر الموهوم، والنشوة التي في غير محلها. وتضخيم مثل هذا الشعور يبدد الأخلاق.
وإننا نريد:
1- الاهتمام بمعالي الأمور كما أمر الإسلام، والانشغال بقضايا الأمة المصيرية.
2- توجيه المشاعر والفرح ليكون في النصر الحقيقي في واقع الحياة لا على أرضية ملعب.
3- صناعة الرياضة الحقة، التي تحافظ على صحة الجسم وتعم كافة الناس، وتنقذهم من الجوع والفقر.
4- توجيه الأموال والميزانيات المرصودة لصالح ما ينفع المسلمين، ويخفف من مآسيهم.
5- توحيد الأمة الإسلامية، وتطهيرها من الشحناء والبغضاء، على أساس من تقوى الله ورضوانه.
6- إيقاظ الناس من غفلتها، ومن السُكر الموهوم للنصر المزيف.
7- إفهامهم أن الإنفاق (الذي استدان ليأتي لكأس العالم، والذي أنفق كل ما لديه من أجل ذلك، والذي ذهبت كل أوقاته من أجل الحضور) يجب أن يكون في سبيل الله، فإنه لا تزول قدمه حتى يُسأل من أين جلبه وفيما أنفقه، وعن عمره فيما أفناه.
ولا بد لمن يعمل في سبيل الله، ويدعو إلى الله، وكتابه.. أن يكون موقفه حازماً في مثل هذا المواقف، ويقدم الرؤية الصحيحة بغض النظر عن موقف الجماهير منها..
و لو فازت مصر ـ مثلاً ـ آلاف المرات في كأس العالم لا يساوي شيئاً أمام فرحة أن يستطيع المسلمون إخراج فتاة واحدة من معتقل الطغاة الفجرة، تقبع في حبس انفرادي يعذبونها ويعذبون أولادها. فما بالنا بآلاف غيرها من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ؟!
***
مثال للتوضيح:
لو أن لك ابناً ـ هو فلذة كبدك ـ وقد فشل فشلاً منقطع النظير في كل العلوم الدينية، والدنيوية، وحقق أرقاماً قياسية في الفشل، رغم أن كل الإجابات النموذجية المطلوبة للنجاح والتفوق مبذولة له، ما عليه إلا أن يمد يده.. ثم هو يترك ذلك ويذهب يلعب بالكرة ـ أو الألعاب الإلكترونية ـ فحقق فيها فوزراً! هل ستكون سعيداً بهذا الفوز؟ هل سيعوض هذا الفوز فشله في الدين والدنيا؟ وهل ترضى أن يتحول لعبه لمنهج حياة، أو حتى وسيلة لكسب العيش؟
ولو أن هذا الابن اجتمع مع أصدقائه في اللعب، وصارت بينهم روح الألفة، والمودة، وجمعهم هذا الاهتمام باللعب، أكنت ترضى عن هذه الصحبة؟ أو هل كنت تفرح بهذه المودة التي تجد الابن متيماً بها، منفعلا بكل جوارحه معها؟ ألم تكن ستشعر بالغيرة على هذا الحب المسكوب، وهذه المشاعر المهدرة، وهذا الاهتمام الذي في غير محله؟
وإذا كان الشعور السوي من الأب يقتضي الحرص والرعاية والاهتمام وتعليم الابن ما ينفعه في آخرته، وما يُصلح به ديناه، كما جاء في الدعاء الجامع: "اللَّهُمَّ أصلح لنا ديننَا الَّذِي هُوَ عصمَة أمرنَا، وَأصْلح لنا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا معاشنا، وَأصْلح لنا آخرتنا الَّتِي إِلَيْهَا معادنا" وكنت لا تشعر فرحة ولا سعادة ولا رضى إلا وأنت تجده قائماً بدينه، راشداً في دنياه.. ومهما أنجز من لعب، ومهما فرح هو مع أقرنائه باللعب، لن تكون سعيداً بذلك؛ لأنه ملهاة عن الجد، والكفاح الشريف، ومعالي الأمور.
وإذا كان الأمر كذلك، فالحال مع أمتنا هو ذلك الشعور بالحرص والحسرة على ما تُضيع، ولا نفرح لها حق الفرح إلا عندما يكون الفوز فوز الدين والآخرة، وفلاح الدنيا. هذا هو الأمر ببساطة، وعسى أن تكون وصلت الفكرة. والله يهدي أمتنا إلى سبيل الرشاد بفضله وكرمه ورحمته.
***
يقول صاحب الظلال (رحمه الله): "وماذا تقول الجاهلية لمن ترتفع اهتماماته عن جنون مباريات الكرة؛ وجنون الأفلام والسينما والتليفزيون وما إليه؛ وجنون الرقص والحفلات الفارغة والملاهي؟ إنها تقول عنه: إنه "جامد". ومغلق على نفسه، وتنقصه المرونة والثقافة! وتحاول أن تجره إلى تفاهة من هذه ينفق فيها حياته.. إن الجاهلية هي الجاهلية.. فلا تتغير إلا الأشكال والظروف!"
"إنه استنفذ الفطرة من ركام الجاهلية؛ وفتحها بمفتاحها، الذي لا تفتح بغيره [آيات الله]؛ وتمشى في حناياها وأوصالها؛ وفي مسالكها ودروبها.. ينشر النور، والحياة، والنظافة، والطهر، واليقظة، والهمة، والاندفاع للخير الكبير والعمل الكبير، والخلافة في الأرض، على أصولها، التي قررها العليم الخبير، وعلى عهد الله وشرطه، وعلى هدى ونور..
إن الخمر - كالميسر. كبقية الملاهي. كالجنون بما يسمونه "الألعاب الرياضية " والإسراف في الاهتمام بمشاهدها.. كالجنون بالسرعة.. كالجنون بالسينما.. كالجنون "بالمودات" "والتقاليع".. كالجنون بمصارعة الثيران.. كالجنون ببقية التفاهات التي تغشى حياة القطعان البشرية في الجاهلية الحديثة اليوم، جاهلية الحضارة الصناعية!
إن هذه كلها ليست إلا تعبيراً عن الخواء الروحي.. من الإيمان أولاً.. ومن الاهتمامات الكبيرة التي تستنفد الطاقة ثانياً.. وليست إلا إعلاناً عن إفلاس هذه الحضارة في إشباع الطاقات الفطرية بطريقة سوية.. ذلك الخواء وهذا الإفلاس هما اللذان يقودان إلى الخمر والميسر لملء الفراغ، كما يقودان إلى كل أنواع الجنون التي ذكرنا.. وهما بذاتهما اللذان يقودان إلى "الجنون" المعروف، وإلى المرض النفسي والعصبي.. وإلى الشذوذ" ا.هـ
فيجب التركيز على ضرورة الاهتمام بمعالي الأمور، وتوحيد الأمة حقاً باسم الله على كتاب الله، وهي إن لم تفعل ذلك لم يعد لها من إسلامها شيء، فهي لا تَمن على الله إسلامها، واستقامتها!
ويقول د. مصطفى محمود (رحمه الله): "إنَّ مجد الكرة لا يصنع أمماً .. والميداليات الذهبية لا تبني لبلادها شيئاً.. ولكنها مجرد ألعاب.. ولا يصح أن تخرج عن هذه المسميات ـ وهي كونها ألعاباً ـ لتدخل في مسميات أخرى مثل الأمجاد والإنجازات..
لأن في ذلك تزييفاً وتدليساً على الجيل الجديد الذي يقرأ ويشرب غسيل المخ اليومي بحسن نية.. يأتي شباب لا هم له إلا اللعب وكسب الأجوان وقد استقر في ذهنه أن هذه الأجوان هي غاية المجد.
وقديماً كان أجدادنا يهتمون بألعاب السيف والفروسية؛ لأن الخيول والسيوف والحراب كانت هي مدرعات وصواريخ الأمس..
وكانت ألعاب الفروسية بمثابة المناورات والتدريبات العسكرية وكانت داخلة في البنية الجدية للأمة.. أما الآن فالخيول أصبحت وجاهة! وركوب الخيل أصبح ترف وبغددة!.. واقتناء الخيول أصبح عادة الطبقة المترفة العاطلة." [مقال : لا صوت يعلو فوق صوت اللعب]
***
وأخيراً: أيها العقلاء، أيها المبدعون، أيها المتفوقون، أيها المُصلحون.. الذين لم تُسلط عليهم الأضواء، أنتم تصنعون التاريخ حقاً، ولم يُصنع التاريخ يوماً بالتفاهة! أخلصوا أعمالكم لله، ولا ترجوا إلا ما عند الله، ولا تُعلّقوا كفاحكم إلا برضى الله.
وأن تحتفي بكم "ملائكة الله" خيرٌ لكم من أن يحفل بكم "سفهاء الناس"، وما عند الله خير وأبقى.
***