قَالَ اللَّهُ جَلَّ في عُلاه: ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ﴾ [الأنعام/ 65] فلقد كان هذا الوعيد والتحذير حتى لا تتفرق الأمة "شيعاً، وأحزاباً" يختلط عليها أمرها فتكون أهواءً مختلفة، وأحزاباً مُفْترِقة؛ فيكون بأسها بينها، وتدافعها ليس بينها وبين عدوها أو بينها وبين الباطل، إنما تدافعها بين أنفسها؛ فيحصل لها "التآكل الذاتي"، والتَحوُّل إلى الحالة الغثائية.