قائمة المدونة محتويات المدونة

02‏/12‏/2013

ماذا يعني تحكيم الشريعة؟

الشريعة: "هي كل ما شرّعه الله لتنظيم الحياة البشرية. ويتمثل في الاعتقاد والتصور ـ بكل مقومات هذا التصور ـ تصور حقيقة الألوهية، وحقيقة الكون، غيبه وشهوده، وحقيقة الحياة، غيبها وشهودها، وحقيقة الإنسان، والارتباطات بين هذه الحقائق كلها، وتعامل الإنسان معها، ويتمثل في الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والأصول التي تقوم عليها، لتتمثل فيها العبودية الكاملة لله وحده. ويتمثل في التشريعات القانونية، التي تنظم هذه الأوضاع. وهو ما يطلق عليه اسم "الشريعة" غالبًا بمعناها الضيق الذي لا يمثل حقيقة مدلولها في التصور الإسلامي.
 ويتمثل في قواعد الأخلاق والسلوك، في القيم والموازين التي تسود المجتمع، ويقوم بها الأشخاص والأشياء والأحداث في الحياة الاجتماعية. ثم.. يتمثل في "المعرفة" بكل جوانبها، وفي هذا كله لا بد من التلقي عن الله سبحانه" [معالم في الطريق/سيد قطب]
 

فماذا يعني تحكيم الشريعة؟

ـ أن المسلم يحقق معنى شهادة "لا إله إلا الله"، ويستسلم لحكم الله، وشريعته، وقانونه.

ـ أن كل مسلم يتساوى مع غيره في كل الحقوق، فلا فضل لأحد على أحد.. ولا قوم على قوم، ولا طبقة على طبقة، ولا جنس على جنس، ولا أرض على أرض، ولا دماء على دماء، ولا عشيرة على عشيرة.. كل الناس سواء، وكذلك كل حقوق غير المسلمين مكفولة، ومصونة كما أرادها الله تعالى.

ـ أن كل مسلم يتساوى في الكرامة، والإنسانية، والحياة الكريمة مع غيره. فلا طبقات تتعالى وتتكبر على غيرها بأي صورة، وبأي شكل.

ـ أن ثروات البلاد ومواردها تُوزع بالتساوي بين جميع أفرادها.. إما في صورة خدمات متكاملة، وإما في صورة حق مادي مباشر ومُحدد. ولا يُترك المال في يد طبقة واحدة يُتداول بينها، ويُحرم منه باقي المجتمع.

ـ أن المسلم شريك في ثروة بلاده، وله حق المأكل والمشرب والمسكن...إلخ، حقوق أصيلة وليست هبه ولا منّة من أحد. فالتكافل الاجتماعي قاعدة شرعية أصيلة من جانب الدولة، ومن جانب المجتمع.

ـ تحقيق العدالة الاجتماعية وهي عدالة إنسانية شاملة لكل جوانب الحياة الإنسانية ومقوماتها، وليست مجرد عدالة اقتصادية محدودة، وهي إذن تتناول جميع مظاهر الحياة وجوانب النشاط فيها، كما تتناول الشعور والسلوك، والضمائر ـ والقيم التي تتناولها هذه العدالة ليست القيم الاقتصادية وحدها ـ وليست القيم المادية على وجه العموم، إنما هي ممتزجة بها القيم المعنوية والروحية جميعاً.

ـ حماية اليتامى، وإطعام المساكين، وإقامة الصلاة كما جاء في سورة الماعون.

ـ حق الملكية الفردية الذي يأتي بجهد الإنسان في الحياة من خلال عمله وجهده الحقيقي والمباح أو الموروث وراثة شرعية، وليس من طرق يُحرمها الإسلام كالربا، والسرقة، والاحتكار، والفساد، والمقامرة، والاحتيال.. إلخ، وكل مال تم جمعه من غير الطرق الشرعية فهو يرجع إلى بيت مال المسلمين.

ـ القضاء على الفساد والطغيان في كل صوره، وأشكاله.. ومعاقبة صاحبه كائناً من كان.

ـ الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، والعفو العام عن غيرهم ـ أو إعادة محاكمتهم بصورة عادلة يُغلّب فيها جانب العفو، ورد الحقوق ـ وإلغاء عقوبة السجن الطويل.

ـ أن البلاد تتحرر من الهيمنة العالمية على دوران رأس المال، ومن السيطرة على الثروات، ومن بقاء المال في يد حفنة قليلة تتحكم في مصير ملايين البشر، ويعني التحرر من التعامل بالربا، وبالاحتكار، وبالكنز...إلخ.

ـ تحقيق كافة احتياجات الإنسان المشروعة بكل كرامة، وعزة.. تُحقق إنسانيته: فهو إنسان حر، كريم، لا فرق بينه وبين غيره إلا بالتقوى. وتُحقق وجوده: توفر فرص العمل والحياة الكريمة لكل إنسان، وتُطلق طاقاته ليعمل ويُبدع. وتُحقق رُقيه: في صورة الخدمات العامة من (تعليم ـ صحة ـ مواصلات ـ بيئة نظيفة ـ بنية تحتية قوية... إلخ) حقوق كاملة تؤديها الدولة، وتُحاسب على التقصير في أي جزء منها، خدمات وحقوق وليست تجارة بالإنسان، وليست شعارات، وليست "شكل خدمة" ومُسمى فارغ المضمون. وتحقق احتياجاته: بتوفير الحد الأدنى من الاحتياجات المادية لكل إنسان القادر وغير القادر، وترعى بشكل خاص (الطفل واليتيم والمطلقة والأرملة وكبار السن) بل لكل رضيع في الإسلام راتب وكسوة وطعام. وفي نفس الوقت ـ وحتى يتحقق تنوع الحياة ورقيها ـ تُوفر البيئة الآمنة والعادلة والمنافسة الشريفة في التجارة والاستثمار والربح النظيف.

ـ القضاء على كل فرعون، ومحاربة كل طاغوت.

ـ أن البلاد لا تخضع لإرادة مُحتل، أو مستعمر، أو عدو.. ولا يُهيمن عليها ـ بأي صورة من الصور ـ أي دولة مُستعمِرة مُحتلة مهما كانت، كما أن سلطة البلاد والأمة لا تُوالي أعداء الإسلام، ولا تتآمر على المسلمين.

ـ أن البلاد لها السيادة الكاملة، والإرادة الحرة، والتصرف الكامل على أرضها.. فهي تتحرر من كل أشكال وصور الخضوع، والاحتلال، والاستغلال من غيرها.

ـ الحاكم مثل المحكوم لا فرق بينهم، لكل منهم حقوق، وعليه واجبات.

ـ أن الحاكم مُوظف يعمل عند الأمة، ويتقاضى أجراً نظير خدمته.. ويأتي باختيار الأمة ومشورتها، ومن حقها عزله، ومراقبته، ومحاكمته، وليس له حق التوظيف السيء للمنصب، واستغلال السلطة للاستئثار بالمال والنفوذ والقوة.. فهذا من خيانة الأمانة.

ـ أن الحاكم ورجاله يعملون على راحة الأمة، وأهل الحل والعقد (رجال الشورى) يراقبون الحاكم ويعاونونه، والأمة تراقب الجميع وتحاسبهم من خلال من يُمثلونها تمثيلاً حقيقياً وعادلاً.

ـ أن لا يستبد أحد بالسلطة أو بالثروة.. فلا فرعون، ولا قارون.

ـ إقامة الحق والعدل الرباني لكل إنسان، والتقاضي أمام قضاء عادل لا يُفرق بين أحد، ولا يخضع لسلطان أحد سوى سلطان الله، ولا يتحاكم إلى شرع سوى شرع الله.

ـ تحرر الإنسان من العبودية لغيره من البشر، حينما يُشرّعون بأهوائهم نظام الحياة، وقيمها، وموازينها.

ـ تحرر الإنسان من كل عبودية لغير الله.. تذله، وتستعبده، وتقهره، وتسرقه، وتظلمه، وتُضيع عليه سعادة الدنيا والآخرة.

ـ أن الدولة مُلزمة أن تكون ذات مكانة عالمية، وتُعد كل قوة، وتحقق كل نهضة ورقي، وتتخذ كل ما يلزم لتحقق ريادتها.

ـ أن الدولة والأمة مُلزمة بحمل رسالة الله إلى العالمين، ودعوة الناس إلى صراط الله المستقيم.

ـ الحكمة، والعدل، والربانية، والإيجابية، والواقعية، والمثالية، والشمول، والتوازن، والرحمة، والخير، والفلاح، والبركة، والنماء، والرشد، والاطمئنان، والسعادة في الدنيا، والفوز والنجاة في الآخرة.

***