يعتبر تفسير الظلال نقلة
هائلة ونوعية في تفسير القرآن الكريم، بل لم يرد قطب - رحمه الله - تسميته بـ "التفسير" ليؤكد على أن
القرآن الكريم يعطي معانيه لمن يُقبل عليه بإخلاص، وأن القرآن بذاته - دون تفسيرات
وتأويلات - جاء بياناً للناس، وتفصيلاً لكل شيء يخص أصول الدين والعقيدة والشريعة،
وأن المشكلة في القلوب المريضة التي لا تُقبل عليه تتلمس الهدى، أو تلك التي تُقبل
عليه تتبع المتشابه منه ابتغاء الهوى والفتنة والزيغ عن طريق الحق..
سماه الظلال ليُبين
"تجربته الإيمانية" في معايشة الجو القرآني والعيش في ظلاله، ولهذا جاء
كتابه "درة" متوجة في عالم التفاسير.. التي غلب عليها الطابع
"الأثري" أي التفسير من خلال الآثار والنقولات عن التابعين، الأمر الذي
أحدث فجوة بين النص القرآني والأقوال المتعددة والمتناقضة أحياناً! فالكلمة الواحدة من
الآية تجد فيها.. قال فلان، وقال الآخر عكسه، وقال الثالث رأي مخالف للأقوال كلها؛
مما يُضيع المعنى رغم وضوحه ويسره، هذا بالإضافة إلى غرق بعض التفاسير بالإسرائيليات!
ومباحث اللغة والنحو! والإشكالات الفقهية... إلخ، مما يُضيع على القارئ - الذي
يتلمس مزيداً من البيان من ناحية الإيمان والعمل والسلوك والشعور - معايشة المعنى
القرآني وهدفه وغايته.
فجاء الظلال ليتفادى هذه
الإشكاليات السابقة في كتب التفاسير - على ما فيها من الخير العظيم، والجهد الكبير -
ليُقدم سيد أسلوباً جديداً حياً موحياً مؤثراً يستطيع القارئ أن يعيش حقاً في
ظلاله، ولا يَمل من طول البقاء في هذه الظلال الندية.
وأبقى على معايشة النص
القرآني بعيداً عن الغرق في تفصيلات وتفريعات، تُنسي القضية الأصلية للنص القرآني،
هذا بالإضافة إلى إبداعه الفريد في "القراءة السياقية" للسور القرآنية،
والحفاظ على وحدتها الموضوعية ودروس كل سورة.. فجعل الظلال مدرسة قرآنية ذات
موضوعات محددة وفصول ودروس بعكس تفسير كل آية وكل كلمة على حدا !
ومن الظلال حمل قطب "لواء
التجديد" وهو لواء لا يقدر على حمله إلا الكبار، ولا ينجح في السير به على "الصراط
المستقيم" إلا المخلصين.. ولكن مجرد حمل هذا اللواء يُحرج الصغار الذين جمدت عقولهم، ويمنعون أي هدى أو نور من الله لعباده بحجة إتباع السلف! فاخترع البعض
مقولات أن "الظلال" ليس بتفسير! وإنما خواطر أدبية، وأن سيد ليس بشيخ
أو عالم إنما أديب مسلم فحسب!
ولأن قطب لم يمارس
"الصورة الكهنوتية" والشيخ ومريديه، وإنما أراد نهضة الفكر الإسلامي،
وجلاء التصور الإسلامي بحرية من ينظر في كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
- دون شذوذ أو خروج عن الأصول الكلية الواضحة البينة لهذا الدين - لأنه لم يمارس
هذه الصورة من "الجمود والتقليد" فهو إذن ليس بعالم وليس بمفسر، وما
زالت هذه السخافات تلكوها الألسن حتى الآن!
وبعيداً عن ترهات السفهاء،
فقد استطاع كتابه أن يجد طريقه لقلب المسلم التقي النقي الذي لا يحمل حقداً ولا
غلاً ولا حسداً ولا عصيبة ولا حمية ولا مذهبية.. استطاع أن يجد قلماً حياً يخاطبه،
ويرتقي به، ويأنس له، فكان له هذا التواجد الروحي في قلوب من عاش في هذه الظلال.
[ لتحميل كتاب: "في ظلال القرآن" نسخة كاملة
ملف بي دي إف واحد Pdf، لطفاً (اضغط هنا)، ونسخة دار الشروق موافقة للمطبوع (اضغط هنا) ]
* * *
* العدالة الاجتماعية في الإسلام:
يعتبر كتاب العدالة من
أوائل من كتب قطب - رحمه الله - وقد كشف هذا الكتاب النقاب عن "فكر
جديد" و"رؤية عميقة لـ "التصور الإسلامي" شاملة في معانيها،
واقعية في أهدافها، متوازنة في طرحها.. حتى كان من أوائل ما انتبه لكتابه هذا
السفير البريطاني بالقاهرة! فكان الاحتلال الصليبي من الوعي والدقة والحرص
للانتباه لمثل هذا الوافد الجديد!
جاء كتاب العدالة ليطرح
التصور الإسلامي بكل بساطة وعمق، ويقول لأولئك المفتونين بـ "الرأسمالية"
هذا هو الإسلام، ويقول لأولئك المفتونين بـ "الشيوعية والاشتراكية" هذا
هو الإسلام.. الإسلام هو الإسلام لا هو رأسمالية ولا شيوعية.. ولسنا بحاجة أن
نتحدث - كما فعل البعض - عن "اشتراكية" الإسلام، ولا عن "حرية
السوق والملكية الفردية" في الإسلام..
الإسلام ابتداء ليس بحاجة
إلى المقارنة بغيره من المناهج الوضعية الأرضية، لأنه ليس منهج من صنع البشر حتى يُوضع
في كفة المقارنة مع غيره! إنما هو منهج من صنع الله جاء ليحكم، وهو منهج يوافق
الفطرة السوية، ويحقق الخير والفلاح للبشرية.
وهو المنهج المثالي بحق..
يقول قطب هذا الكلام في ظل فتنة الشيوعية الاشتراكية التي تجتاح العالم،
والرأسمالية الاحتلالية التي تقودها أمريكا.
ويخلص قطب إلى المبادئ
العامة للنظام الاجتماعي الإسلامي، ويُجيب على التساؤلات العويصة التي لا جواب
عنها، بعدما جف الفكر الإسلامي - إلا قليلا - وجمد الفقهاء عن نهضة هذه الأمة، فتفشت
فيها "العلمانية الوافدة من أوروبا" وصارت تحشر مبادئ الإسلام لتوافق
العلمانية، هذا في حال "العلمانية المتدينة" أما "العلمانية
الصريحة" فهي ترد الدين كله.
ولم يغب عن قطب أن يربط
النظام الاجتماعي والعدالة الاجتماعية بالقضية الكبرى الأصلية وهي قضية العقيدة،
وأن الإسلام وحدة واحدة كلية مترابطة، تقوم على قاعدة من الاعتقاد والتصورات،
والأخلاق والتشريعات في كافة مجالات الحياة، ولا يعمل بصورة مجتزئة أو جزئية أو
محدودة أو يعمل فقط في عالم المثاليات والأخلاق، دون واقع الحياة ونظمها!
كما تحدث عن
"العدالة" من مفهومها الشامل، وقيمتها في الإسلام.. وكيف أراد الإسلام
أن ينشئها أول مرة.
[لتحميل كتاب: "العدالة الاجتماعية في الإسلام"
لطفاً ( اضغط هنا )]
* * *
* معالم في الطريق:
يحظى كتاب المعالم بشهرة
واسعة، لأن البعض يظن أنه السبب في الحكم عليه بالإعدام.. وما يُميز كتاب المعالم
هو "تكثيف" الفكرة التي توسعت في الظلال وغيرها من كتبه، فصار المعالم
مختصراً لمن يبحث عن "معالم الطريق" وهذا الكتاب وضع معالم هُدى - بإذن
الله - على الطريق..
يلخص فيها: معنى لا إله
إلا الله، وما هو الجيل الفريد الذي رباه القرآن، وكيف رباه.. وحال الأمة المسلمة،
وحال البشرية - وما هي مآلات الوضع القائم - وما يتهددها من خطورة وفناء.. وخلص
إلى الحل الذي قامت ونشأت وتكونت به دولة الإسلام أول مرة وهو: "الجهاد في
سبيل الله".
وتحدث قطب عن معنى الجهاد
في سبيل الله، ورد على مزاعم أن الجهاد مجرد "الدفاع عن النفس" وحاول أن
يوضح أن الإسلام "نظام عالمي ذات سيادة عالمية، لا بد وأن يسود ويحكم"،
وأن يكون له القوة والكلمة الفصل - كما كان من قبل - وأن ينتشر حيثما استطاع - بلا
إكراه في الدين - فكان الجهاد هو "سُنة" الوجود الإسلامي ودولته!
فالجهاد هو الذي يحقق
مقاصد الشريعة العليا من إقامة الحق والعدل، وتحقيق الحرية للناس، لتسمع بحق رسالة
الله إليها دون فتنة أو إضلال أو غواية، ثم بعد ذلك لها حرية الاعتقاد كما تشاء.
ثم يبث اليقين في نفس
المسلم أن المستقبل لهذا الدين، وأن البشرية ستفيء إليه بإذن الله، وستدخل فيه
أفواجا، عندما يعرف الإنسان معنى هذه الرسالة، ويقوم بحقها.
[لتحميل كتاب: "معالم في الطريق" لطفاً ( اضغط هنا )]
* * *
* نحو مجتمع إسلامي:
في سجاله الفكري مع المفكر
الجزائري الكبير مالك بن نبي - رحمه الله - في مفهوم الحضارة.. والذي عَدل فيه قطب
عن تسمية كتابه "نحو مجتمع إسلامي متحضر" إلى "نحو مجتمع
إسلامي" واعتبر أنه بالضرورة - وبوصف الإسلام وحده - لا بد وأن يكون
"متحضراً" فلا قيمة لذكر كلمة "متحضر"!
كان قطب يتحدث من زاوية
"ثورية" لا "إصلاحية"، ففي تعريفه السياسي لـ
"الإسلام" يقول: "الإسلام ثورة تحريرية انقلابية عالمية"
تستهدف الإنسان والمجتمع والدولة.
بينما كان ابن نبي - فيما
أحسب - يتحدث من زاوية ترقيعية إصلاحية، تريد النهوض والحضارة بمعالجة الشخصية
المسلمة المعاصرة، التي أصابها "القابلية للاستعمار" فقط دون النظر
لحقيقة "معركة العقيدة".
وقطب كان ينظر إلى طبيعة
الإسلام، وكيفية أنشأت الجيل المسلم، والخاصية الفريدة لـ "الإسلام" ولـ
"الأمة المسلمة" وأن نهضتها ليس كنهضة أي أمة، وشروطها إحياءها ليست
كغيرها.
ولكن بالعموم كانت كتابات
مالك بن نبي - رحمه الله - متميزة، وفريدة.. وذات نظرة اجتماعية عميقة.
تحدث قطب في كتابه:
"نحو مجتمع إسلامي" إلى خصائص هذا المجتمع، وهو يُعتبر - في نظري - نظرة
استكمالية لما طرحه في كتابه "العدالة" وما ميز هذا الكتاب هو حديثه عن
الخصائص الكلية لـ "الشريعة" وليشرح بأسلوب جديد الفرق بين الشريعة
والفقه الإسلامي في صورة تفك الاشتباك والتصدام فيما بينهما، والذي يُوقع فرقة كبيرة
بين أبناء الأمة الواحدة !، وبَيّن كيف أن الثوابت الكلية للشريعة هي أصول عامة نَتعبد
الله - جل جلاله - ونُوحده بها، وبين الفقه الذي نشأ من حركة المجتمع، وتلبية
لاحتياجاته ومتطلباته.. وأوضح كيفية معالجة الأشياء التي سكتت عنها الشريعة،
ولماذا سكتت.. وضرب أمثلة لذلك.
وتحدث عن كارثة جمود الفقه
الإسلامي، وما أدى إليه.. والتضخم الذي حصل في جانب العبادات - المجال الذي لا
تؤذي الثرثرة فيه على حد تعبيره - مقابل انحصار فقه المعاملات وسياسة الحكم
والمال.
كما ربط بين النمو الطبيعي
والمتماسك والقوي لـ "المجتمع المسلم" عندما ينطلق من قاعدة العقيدة،
والاجتماع عليها، والانتساب لها.. وسلامة "الهوية الإسلامية" ووحدتها
بعيداً عن اعتبارات اللون والجنس واللغة وحدود الأرض.. إنما هي وشيجة الإسلام،
وأواصر المحبة في الله، هي من يُنشأ ذلك المجتمع المسلم، وأردف الحديث عن
"عالمية" هذا المجتمع، وطبيعته "المفتوحة" التي ترحب بالجميع،
ويعيش فيها الجميع في آمان وسلام.
[ لتحميل كتاب: "نحو مجتمع إسلامي" لطفاً ( اضغط
هنا )]
* * *
* السلام العالمي والإسلام:
يعد كتاب السلام العالمي
من إبداعات قطب الفريدة في بابها، وقد أخذ قطب على عاتقه تحطيم كافة النظريات
الأرضية الوضعية، ويقدم الإسلام بديلاً حضارياً واقعياً مثالياً عن كل نظرية وضعية
هي حتماً بطبيعة حالها قاصرة محدودة قومية عصبية جاهلية!
وأخذ يرد على مزاعم أصحاب
هذه النظريات، ويتخذ من كتابات الفلاسفة الغربيين منطلقاً للرد والبيان لحقيقة
الإسلام الشاملة..
وفي هذا الكتاب تحدث قطب
من منظور واسع شامل، فتحدث عن سلام الإنسان، وسلام البيت، وسلام المجتمع، وسلام
العالم.. وأن الإسلام وحده هو الذي يملك أن يحقق هذا السلام بما لديه من تصورات
وتشريعات لم يخترعها المسلمون من عند أنفسهم، إنما جاءت من عند الخالق الذي خلق
الجميع، وجعل شريعته الخاتمة هي شريعة البشرية كلها.
والسلام لم يتحقق على وجه
الأرض منذ أن غابت شمس الإسلام ودولته عن الدنيا، فلقد كانت دولة الإسلام - الخلافة
العثمانية - على ما فيها من انحراف وضعف، كأنها صمام أمان للمسلمين وللعالم، فوقع
- بعد سقوطها - حروب ومجازر بالملايين في كل مكان، وكان ضحايا الحرب العالمية
الثانية ما يقرب من 62 مليون، والأولى ما يقرب من 10 ملايين، والحرب الأهلية في
روسيا ما يقرب من 17 مليون... إلخ، هذا غير ضحايا المسلمين!
منظور جديد بحق يطرح قطب
من خلاله سياسة الإسلام العالمية ويبدأها من الإنسان، وينتهي بالعالم.
وقد تم حذف فصله الأخير من
كتابه هذا، والذي كان بعنوان "والآن" والذي كان يطرح فيه رؤية سياسية
استشرافية لواقع الأمة، وما يكيده لها الاستعمار الصليبي والصهيوني والشيوعي
مجتمعين كلهم على الإسلام وأهله.
[ لتحميل كتاب: "السلام العالمي والإسلام" مع فصله
المحذوف "والآن" ( اضغط هنا ) ]
* * *
* خصائص التصور الإسلامي ومقوماته:
اَعتبر كتاب: خصائص التصور
الإسلامي، وكتاب: مقومات التصور الإسلامي.. درة ما كتب قطب - رحمه الله - وذروة
سنامه، ولعل البعض يظن أنهما كتاب واحد بعنوان: "خصائص التصور الإسلامي
ومقوماته".. ولكن مقومات التصور الإسلامي كتاب منفصل هو من آخر ما كتبه قطب
قبل موته، حتى قيل أنه كتبه على أوراق التحقيق، وتوفاه الله قبل أن يُتمه!
جاء كتاب خصاص التصور
الإسلامي ليضع لمسه فريدة وعميقة لمفهوم التصور الإسلامي، وكيف تتجلى ملامحه
وخصائصه للإنسان، فتحدث عن خصائص منها: التوحيد ، الشمولية، الربانية، المثالية،
الواقعية، الإيجابية، التوازن... إلخ.
وهذه الخصائص بهذا التحديد
والتجميع تصقل الفكر الإسلامي وحركته وتربيته ودعوته وجهاده وسياسته، ويستطيع
المسلم أن يتجسد أمامه "جوهر الإسلام" - أو جواهر الإسلام - وإنه من
خلال هذه الخصائص يستطيع المسلم أن يرسم لنفسه طريق العمل والحياة في كل جيل، وفي
كل مرحلة حضارية تمر بها البشرية، وفي كل حالة تمر بها الأمة المسلمة.
وخلص من هذه الخصائص بيان
تميز الإسلام عن كل المناهج والنظريات الوضعية التي حاول فيها البشر الوصول إلى
هداية أو رشاد.. والهداية والرشاد لا يتحققان إلا بامتثال "المنهج
الرباني" الذي أنزله الله رحمة للناس بل لكل العالمين.
أما مقومات التصور
الإسلامي: فهو حديث يأخذ الإنسان إلى قراءة جديدة للقرآن يتحدث فيها عن: التصور عن
الله والكون والحياة والإنسان، ويُلح على القارئ أن يُعيد قراءة القرآن - حتى ولو
كان يحفظه - بهذه الروح الجديدة التي لا تمر على الآيات حتى تُنشأ
"المقومات" و"الدعائم" و"الركائز" لشخصية المسلم،
ولصورة نظامه دولته، ولكيان أمته.. القراءة التي تُحرر الإنسان - كل الإنسان - في
الأرض - كل الأرض من الآصار والأغلال التي تسوقها العلمانية والمذاهب الوضعية
البشرية.
ومات قطب عند هذه المرحلة
من الكتابة - وما زالت كلماته حية - فتقبل الله عنه أحسن ما عمل، وتجاوز عن سيئاته،
ورزق الله هذه الأمة من أمثاله، وأفضل منه.. وأَخرجها اللهم من الظلمات إلى النور.
[ لتحميل كتاب: "خصائص التصور الإسلامي" لطفاً
( اضغط
هنا ) ]
[ لتحميل كتاب:
"مقومات التصور الإسلامي" لطفاً ( اضغط
هنا ) ]
* * *