قائمة المدونة محتويات المدونة

22‏/03‏/2020

الأوبئة والعقاب الإلهي


هل الأوبئة والأمراض الفتاكة عقاباً إلهياً؟ هل الله - سبحانه - يُعاقب الأبرياء والضعفاء؟ هل يُعاقب الله – سبحانه - الناس عقاباً جماعياً لا يُميز بين صالحهم وطالحهم؟! هل الجائحة مجرد جهل بشري سرعان ما يكتشف الإنسان له العلاج ويستأنف الحياة؟!


مثل هذا النوع من الأسئلة يُثار عند وقوع جائحة وبائية مثل "فيروس كورونا – COVID-19" ومن المهم معرفة كيف نفسر مثل هذه الأحداث من خلال "التصور الإسلامي"؛ فلا يستبد بنا أوهام نهاية العالم والخرافات، ولا تستغلق عقولنا على الفكر المادي البحت المُنكر للغيب!

بداية يجب أن نُقر ابتداء – وبالجملة وعلى الغيب – إنَّ القدر الإلهي، والفعل الإلهي هو قدر نافذ، فيه الحكمة، والعدل، والرحمة، والقوة، والربوبية، والعلم، والإحاطة، والشمولية...إلخ من خصائص الأفعال الإلهية، حتى ولو بدت للإنسان ذي النظرة الآنية المحدودة بحدود الذات، والزمان، والمكان.. غير ذلك.

ويجب أن نُقر ابتداء – وبالجملة وعلى الغيب – إنَّ الله سبحانه، أراد بالإنسان الخير والرحمة والفلاح والرضى والفوز بالجنة والنجاة من النار، والسعادة في الدنيا والآخرة.. وإنه أنزله إلى الأرض المُسخرة له، والمذلل له كل ما فيها، بل: ﴿سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الجاثية (13)] ليُعمرها، ويُستخلف فيها، ويتفكر في ملكوت الله.

والإنسان نزل على هذه الأرض وهي البكر الحنونة الكريمة الحاضنة له، وكل ما فسد فيها إنما فسد بـ "فعل الإنسان" فقال تعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [الرّوم (41)]

وحتى ما ظهر من هذا الفساد، جعل الله فيه "حكمة" أن يرى الإنسان ثمرة أفعاله ﴿وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا﴾ [الأعراف (58)] وجعل من مظاهر هذا الفساد، والأذى والضرر الذي يلحق الإنسان ويُنغص عليه حياته وسيلة للذكرى والرُجعى.. ليُدرك مآل أفعاله، وإنَّ هذه الأفعال لا تمضِ بلا أثر ونتيجة، وإنَّ عليه المسارعة في الرُجعى: إلى الله، وإلى الحق، وإلى العدل، وإلى الإحسان، وإلى الخير.. والامتناع عن ضد ذلك من البغي، والظلم، والعدوان، والشر.

فما يقع في الأرض من: زلازل وبراكين، وعواصف وأعاصير وسيول، وأوبئة وأمراض، وتغيرات مناخية، وتلوث بيئي، وجفاف وفقر ونقص في الموارد، واختلال في النظام البيئي.. أو بالجملة "الأرض المريضة" فإنما هي المجني عليها، والجاني هو الإنسان بأفعاله وسلوكه، وجهله وظلمه، وطغيانه وفجوره.. وهي تَمرض، لينتبه الإنسان إلى المسارعة في العلاج..

وما يقع في الأرض من مصائب تلحق الأذى بالإنسان، يمكننا النظر إليه من زاويتين:

الأولى: "الابتلاء" وهو أن يُمتحن الإنسان الصالح ببعض الاختلال في الأرض، ليُنظر هل يصبر ويشكر؟ أم يجزع ويَكفر؟ ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة (155)] ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ﴾ [محمد (31)]

وقد ابتُلي نبي الله أيوب بالمرض: ﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ ﴾ [الأنبياء (83، 84)]

وكما قال تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِۗ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةًۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾ [الأنبياء (35)]

والثانية: "العقاب" وهو أن يقع عليهم شيء من نتيجة أعمالهم، كعقاب وذكرى في نفس الوقت، وعندما يقع العقاب فقد يأخذ الصورة الجماعية التي قد تطال الأبرياء كما قال تعالى: ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةًۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الأنفال (25)] أي: لا تقع فقط للذين ظلموا بل تكون "عامة" للذين لم يَظلموا، لكن يبدو أنهم سكتوا عن الظلم، وعن إنكاره ومقاومته!

أو كما جاء في الحديث الشريف:

-  "إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ مِنْهُ" [جامع الترمذي/ 2168، إسناده متصل، رجاله ثقات]

- "مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي ثُمَّ يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يُغَيِّرُوا ثُمَّ لَا يُغَيِّرُوا إِلَّا يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ مِنْهُ بِعِقَابٍ" [سنن أبي داود/ 4338، إسناده متصل، رجاله ثقات]

وقد يقع الحَدث الواحد، فيكون ابتلاء لقوم.. يرفعهم الله به الدرجات، كما في الحديث الشريف: "مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ، وَلَا وَصَبٍ، وَلَا هَمٍّ، وَلَا حُزْنٍ، وَلَا أَذًى، وَلَا غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ" [صحيح البخاري/ 5642]

 ويكون عقاب لآخرين ليردهم إلى الصراط المستقيم كما قال تعالى: ﴿وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [السجدة (21)]

***

والإنسان موصوم بالجهل والظلم: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾ [الأحزاب (72)] وموصوم بالطغيان والفجور: ﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَىٰ. أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَىٰ﴾ [العلق (6، 7)] فيصبح الإنسان الضعيف متألهاً في الأرض، مُستَعبداً خلق الله، فيأتي جند من جنود الله أصغر من الإنسان بخمسة ملايين مرة – كفيروس كورونا – ليرده إلى حقيقته! وإلى ضعفه! وإلى حاجته إلى الخالق الذي يَكفره أو يُنكره أو يهرب منه!

ولطالما أكد القرآن الكريم على حالة الإنسان النفسية عند وقوع المصيبة والإحاطة به، فيلجأ إلى الله بعدما سُقط في يده، فإذا أنجاه الله منها، إذ به يكفر!

قَالَ اللَّهُ جَلَّ في عُلاه: ﴿هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْۙ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ. فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّۗ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنْفُسِكُمْۖ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَاۖ ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [يونس (22، 23)]

﴿قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ. قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ﴾ [الأنعام (63، 64)]

﴿وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُۖ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْۚ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا﴾ [الإسراء (67)]

فالإنسان عند المصيبة يَضعف وينكمش، وعند تجاوزها يَطغى وينتفش، وينسب الخير والعلم والقوة لنفسه، وإمكاناته!

كما يُحذر القرآن الكريم الإنسان من زينة الأرض والغرور بها: ﴿... حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [يونس (24)]

وقال: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ. فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ﴾ [الأنعام (42، 43 ، 44)]

 

وقال: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ. ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّىٰ عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ. وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [الأعراف (94، 95، 96)]

كما يُحذر الإنسان من قلة متاع الحياة الدنيا، والذي قد يبدو الشيء الكثير للبعض، فيقول سبحانه: ﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَاۖ فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًاۖ وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ﴾ [القصص (58)]

***

والبشرية اليوم تواجه جائحة "فيروس كورونا" الذي شلّ الحياة البشرية، ورغم أن هذا الفيروس لا يُعتبر قاتلاً! وإنما تتمثل خطورته في: (1) كونه شديد العدوى، سريع الانتشار. (2) ويَتمكن - في الغالب - من كبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة.. الأمر الذي لم تستطع أفضل النظم الصحية في العالم استيعاب عدد المرضى في المشافي، وخرج عن السيطرة.. وتوقف حركة الحياة أدى إلى ركود اقتصادي لا يمنع من حدوث تغييرات سياسية واقتصادية عالمية.. ورغم ضعف الفيروس في قدرته على القتل المباشر أصاب الحياة على الأرض بالتوقف! فما بالنا بما هو أشد منه والعياذ بالله؟! فما بالنا إذا عرفنا قدرة هذا الفيروس على التطور وإمكانية خروج سلالات أشد فتكاً منه؟ فما بالنا ونحن – حتى الآن – لا نعرف كيف خرج هذا الفيروس بهذا الشكل، وما هي الإجراءات الاحترازية التي يجب اتخاذها لمنع ظهوره مجدداً؟!

كل هذه الأحوال يجب أن ترد الإنسان إلى ضعفه، وإلى حاجته إلى قوة الله، وهداية الله، ورحمة الله..

والمسلم يؤمن بأن القوة لله جميعاً، وأنه - سبحانه - القوة الوحيدة المتحكمة في هذا الوجود، ولا يقع في هذا الوجود شيء إلا بإذنه ومشيئته وإرادته الحرة المطلقة من كل قيد، والبريئة من كل عيب ونقص وجهل، وأن الله على كل شيء قدير، وقد أحاط بكل شيء علماً ورحمة وحكمة وقوة..

ويؤمن بأن الله وهبه العقل لاستكشاف الأرض الصديقة الحنونة.. والاستخلاف فيها بالحق والعدل، والخير والرحمة، وإنَّ ما يقع فيها من أذى يمكن للإنسان أن يتجاوزه ويتغلب عليه بإذن الله، وهو دائم التعلم من الأحداث والأخطاء، وإنَّ عقله يعمل بالملاحظة والتجربة والمحاولة المستمرة لتحسين الحياة، وحفظها.. وإنه لا يستسلم أبدا لأي أذى من مرض أو فساد بل يمضي على يقين بأنه: "مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً" [صحيح البخاري/ 5678]

فيمضي الإنسان على هذه الأرض بجناح الإيمان المستسلم لله، المتوكل على الله.. وجناح العلم والمعرفة، ومهارة العقل في خلافة الأرض وعمارتها وحمايتها.

***

وإذ تتسابق الدول الكبرى في إنتاج اللقاحات والأدوية المعالجة لهذا الفيروس، نجد بلادنا الإسلامية في موضع المُتفرج المنتظر الدواء من غيره، وللأسف لا مفاجأة في ذلك! فهذا هو المتوقع لأمة أُخذت "رهينة" على يد أنظمة باغية خائنة لدينها ولأوطانها، ولا يُنظر من الرهينة استجابة..

والذي أراده الله لهذه الأمة: أن تكون سباقة في العلم والمعرفة والاستكشاف، وسباقة في استخلاف الأرض وعمارتها وصيانتها وحمايتها، وسباقة في نجدة الإنسان في كل مكان، بكل حب وتواضع، وإرادة للخير والرحمة لهذا الإنسان، وتفعل كل ذلك ابتغاء مرضاة الله، مخلصة دينها لله.

والذي أراده العدو لهذه الأمة: أن تكون متُخلّفة في كل شيء، عالة في كل علم، خالية من كل قوة، سباقة في الجهل، والتفاهة، ورمزاً للعبث والرعونة والفقر.. وتنتظر نجدة العدو لها! ليظل عدوها هو القدوة والمثال، والمرجع في المُدلهمات!

فاللهم حرر هذه الأمة من أسر عدوها، وحررها من طغاتها الفجرة.. وردها إلى دينها رداً جميلاً، واحفظها من كل مكروه وسوء، واجعلها الأمة الشاهدة المعلمة، وأقر بها عين نبيك محمد صلى الله عليه وسلم.

***