معالم البحث:
(1)
استغرق العمل في هذه المسألة ما يقرب من 60 ساعة، ولم اكتف بما هو
مشهور عنها.
(2) الرجوع إلى المصادر الأصلية وأمهات الكتب للنظر في أصل المسألة،
وتحقيق أقوال العلماء فيها.
(3) الدخول إلى البحث بعقلية باردة متجردة، وموضوعية.. يستوي عندي جميع
الأحكام فيها؛ فلا اجتهد في البحث عن أدلة توافق ما أهواه، فليس لدي هوى أو اختيار
أو حُكم مُسبق في المسألة.
(4) جمعت أقوال كل مذهب على حدة، وحاولت تمحيصها واستقصائها من مصادرها
قدر الوسع والطاقة.
(5) لم أتعصب لمذهب معين.. أو أجعل "الحق المطلق" معه، فلكل
مذهب شيء من الوجاهة، والأصل "تمحيص" الأدلة.
(6) صياغة الأحكام في صورة "مواد حُكمية شرعية" تصلح لأن تكون
مرجعاً للقضاة.
(7) مراجعة الحكم على الأحاديث من كافة كتب الحديث.
(8) الترجيح بين أقوال الفقهاء، ومحاولة التوفيق بينها.
(9) أرجو أن يكون موضوع "السب" مثالاً لصياغة باقي الحدود
والأحكام الفقهية بطريقة سهلة، ومُرقمة، تحت عناوين محددة.
(10) التشجيع على تحسين عمل وإدارة المحاكم
الشرعية، وتسهيل عمل القضاة.
يقول العلاّمة ابن عابدين رحمه الله: "لا ينبغي للمفتي أن يفتي
بمجرد المراجعة من كتاب، وإن كان ذلك الكتاب مشهوراً، إذ لو كان الفقه يحصل بمجرد القدرة
على مراجعة المسألة من مظانها، لكان أسهل شيء، ولما احتاج إلى التفقه على أستاذ ماهر،
وفكر ثاقب باهر؛ فكثيراً ما تذكر المسألة في كتاب، ويكون ما في كتاب آخر هو الصحيح،
أو الصواب. وقد تطلق في بعض المواضع عن بعض قيودها، وتقيد في مواضع أخرى.
ولهذا قال ابن الغرس رحمه الله: إن فهم المسائل على وجه التحقيق يحتاج
إلى معرفة أصلين:-
أحدهما: إن اطلاقات الفقهاء في الغالب مقيدة بقيود يعرفها صاحب الفهم
المستقيم، الممارس للأصول والفروع، وإنما يسكتون عنها اعتماداً على صحة فهم الطالب.
والثاني: إن هذه المسائل اجتهادية معقولة المعنى، لا يعرف الحكم فيها
على الوجه التام إلا بمعرفة وجه الحكم الذي بني عليه، وتفرع عنه، وإلا فتشتبه المسائل
على الطالب، ويحار ذهنه فيها لعدم معرفة المبنى، ومن أهمل ما ذكرناه حار في الخطأ والغلط"
[ تنبيه الولاة - ص 78، ط دار الآثار ]
فإذا كان الأمر في القضاء، وتحكيم شرع الله، فهو أشد وأولى.. فيجب
مراعاة كل صغيرة وكبيرة في الفتوى والحكم، حفاظاً لجناب الشريعة المطهرة، وتحقيقاً
للحق والعدل الرباني، والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل.