كلمة
في الحالة الجهادية السورية
(ملاحظة:
هذه الكلمات ليست إسقاطاً على فيصلٍ بعينه، بل نصيحة عامة)
*
يعتبر الغرب أن أكثر شيء يهدد حضارته هو قيام دولة إسلامية ذات سيادة، ولهذا تتحرك
الأساطيل والجيوش، وها هي تحركت حتى قبل أن تقوم.
*
النظام الدولي والقوى العظمى حريصة على بقاء كلبها الوفي بشار الأسد في مكانه لأنه
أحد مرابط النظام الدولي، وهي قادرة على قتله وإسقاط نظامه - إن أرادت - بمكالمة
هاتفية.
*
كل أعداء الإسلام حريصون على ألا يسقط النظام الأسدي: ( أمريكا - روسيا - إيران -
الصين - باقي الدول الوظيفية وأدوات الاستعمار ).
*
كل هؤلاء الأعداء ضد تحرير سوريا وسيادتها، وقيام دولة سنية ذات سيادة، ويعملون
معاً ضد الجهاد وضد الثورة.. فلا سيادة ولا شريعة.
*
البديل الوحيد فقط الذي يسمح به النظام الدولي غير بشار، هو دولة علمانية تخضع
للنظام الدولي ولا مناع أن تكون سنية، وتُشارك في عملية ديمقراطية مع الروافض
وتتقاسم الحقائب الوزارية.. لا مشكلة عند النظام الدولي سني أو شيعي المهم أن يكون
علمانياً يقبل بالخضوع والهيمنة والتبعية، ولأن هذا البديل لم يتشكل حتى الآن
فعداد القتل مستمر حتى آخر نفس سورية.. لا مشكلة عندهم.
*
المجتمع السوري - مثله مثل باقي مجتمعات الأمة الإسلامية - تم له عملية تغييب
وتجهيل ممنهجة ودقيقة ومستمرة، فلا هو يعرف عدوه حق المعرفة، ولا يعرف دينه كما
أُنزل، ولم يستفق إلا على رائحة الدم تزكم الأنوف، وتغوص فيها الأقدام.
*
هذا المجتمع - مثله مثل باقي مجتمعات الأمة الإسلامية - يحتاج من يحنو عليه، ويرفق
بضعفه وجهله، ويعلمه دينه، ويأخذه للهداية، ويحقق له الكرامة والعزة والسيادة التي
فقدها تحت وطأة الذل والاستبداد، يحتاج إلى من يحقق له العدل والقسط.
*
من أهم سنن قيام الدول العدل، ومن أهم سنن قيام المجتمعات العقيدة.. فإذا ما أقامت
الدولة العدل، واجتمع الناس على العقيدة الصحيحة فلن تهزمها قوة - مهما بلغت -
بإذن الله.
*
يجاهد في سوريا ضد النظام الأسدي أخلاط شتى من الناس والمفاهيم والرؤى، ويجب الحلم والعمق وإخراج ميثاق جهادي جامع لها،
وليس إطلاق أحكام الكفر والردة عليها.. فتكون طعنة في قلب الجهاد، وسهم لصالح
النظام الأسدي.
*
هناك فئات من المقاتلين ضد نظام بشار، تُسارع في أمريكا تبتغي رضها، وهذه شديدة
الخطورة على المشروع الجهادي والسيادي لبلاد الشام، ويجب نصحها وبيان خطرها للناس،
ومحاولة اختراق صفوفها ورفع الوعي بالجريمة التي ترتكبها، وهذا لن يتأتى من إطلاق
أحكام الكفر والردة، وإنما يدخل في جانب "السياسة الشرعية" واجتماع
العلماء على كلمة سواء فيها، لأن الظرف جد دقيق، والحرب من كل لون، والضغط من كل
جانب.
*
إن إقامة شرع الله في المناطق المحررة إنما يعني توفير الأمن والغذاء والطعام،
وتوفير العلم ورفع الوعي، وبيان الدين، ومنع الجريمة، وحفظ الأعراض، ولا يعني إقامة
الحدود.. فلا يمكن إقامة حدود في هذه الحالة، فالشريعة منهج عام والحدود من أمور
العقوبات. ولقد توقف عمر - رضي الله عنه - عن إقامة حد السرقة في عام الجوع.
*
لا يجوز التساهل أبداً في إطلاق أحكام الكفر والردة بالجملة والعموم بين الفصائل
المجاهدة، وعموم المجتمع السوري، ثم بعدها تُستحل الدماء والأموال.. نعم يُوجد
خونة في داخل جميع الصفوف المجاهدة - وهذا شيء طبيعي - ولكن تُقدر الأمور بقدرها،
ويخضع المشتبه فيه لمحاكمة عادلة فيها ضمانات العدالة والدفاع والتحقيق.
*
هناك حرب شاملة على الفصائل المجاهدة جميعها، ومن أهم أدوات تلك الحرب زرع الفتنة
بينهم.. وليس أسهل من زرع الفتنة وإشعال الخلافات فيقاتل بعضهم بعضاً، والفتنة تتم
بطريقة احترافية وباختيار ذاتي - بعد دراسة كل فيصل دراسة وافية - فتأتي الفتنة من
أقل انحراف بسيط! ولا يخلو إنسان أو فيصل
منها - ثم يُضخم هذا الانحراف، ثم يضربونهم ببعضهم، ويجب أن يفترض كل فصيل في نفسه
مساحة من الخطأ يجب البحث عنها واستدراكها ومعالجتها ولا يعتبر نفسه وحده الطائفة
المنصورة !!
*
نزع الفتنة إنما يأتي بتكوين مجلس شورى يُمثل جميع الفصائل، يتحدد فيه ميثاق العمل
الجهادي، وتكوين مجلس لفض النزاعات، وتكوين هيئة إعلامية جامعة تقطع الطريق على
الفتن والأقاويل والمؤامرات. وليعلموا إما أن ينتصر المشروع الجهادي السيادي
لسوريا وتقوم دولة إسلامية ذات سيادة، أو سينهزم الجميع بلا استثناء.
ورغم أن الحرب علينا عالمية، ورغم وحشية الطاغوت وبطشه إلا إننا لا نُؤتى إلا من أنفسنا.. من خلل في العقيدة والفكر!!
ورغم أن الحرب علينا عالمية، ورغم وحشية الطاغوت وبطشه إلا إننا لا نُؤتى إلا من أنفسنا.. من خلل في العقيدة والفكر!!
*
إن جهاد جمع الكلمة، وقطع دابر الفتنة لهو أشد وأصعب من تحرير الأرض.. ولذا يجب
خوض الحرب الإعلامية بلغة سهلة بسيطة تُبين للناس، وتراعي أفهام الناس ولغتهم،
وتفضح المؤامرات، وتلمس القلوب والعقول.. ولا تُطلق التهديدات والتحذيرات، فالعدو
لا يحتاج إلى تهديد فهو يريد استئصالك من الحياة كلها !
*
إن السيادة والانتصار لا يعني السيطرة على قطع أرض ثم يكون لك فيها مقر! إن
الانتصار والسيادة هو قيام المجتمع في عمومه بإقامة الدين، والدولة بإقامة العدل،
والأقليات وأهل الذمة بالشعور بالأمن، إنما السيادة والانتصار بالسيطرة على الجو
والبحر والبر، وبسط الشورى، وبناء ما تهدم من نفسية إنسان ومن مؤسسات دولة.. إن
الطريق مازال طويلاً ولن يحسمه السلاح وحده، فسألوا الله الهداية والراشد والصواب.
اللهم
ألهم المجاهدين في سوريا - وفي كل مكان - رشدهم، وتولى أمرهم، وخذ بناصيتهم إلى
البر والتقوى والعمل بما تحب وترضى، واحفظهم من الفتن من ظهر منها وما بطن.
آمــــين
كُتب
في 07/ 03/ 1435هـ 08/ 01/ 2014 م