قائمة المدونة محتويات المدونة

08‏/10‏/2013

معالم المنهج الإسلامي



1- حكم الإسلام: الإسلام هو الحاكم لكل مناشط الحياة سياسية اجتماعية اقتصادية ثقافية فكرية.. إلخ، وهو الذي يُستفتى أولاً في كل أوضاعنا وبحكمه نتعبد إلى الله أولاً، ثم نسير في الطريق ثانياً. فالإسلام هو الذي يُسئل عن أوضاعنا السياسية قبل أن نختار أو نمضي في طريق، فإذا قال العلماء الربانيون كلمة الإسلام بعد الجمع بين أطراف الأدلة الشرعية والرؤية الدقيقة لكل دليل، ثم إدراك الواقع إدراكاً علمياً
مبنياً على معلومات صحيحة، ومعالجة دقيقة لكل معلومة، مستجمعين كل علوم إدراك الواقع من ( الجغرافيا السياسية والسياسة الدولية وعلوم الاجتماع والنفس وفقه التاريخ والثقافة والفكر السائد وغيرها.. إلخ ) بحيث تكتمل علوم الشرع وعلوم إدراك الواقع الذي سيحكم عليه الشرع، ولا يكون مصدر المعلومة لدى العلماء "الإخوة قالوا لي" !! ويصدر حكم الإسلام في صياغة مُحكمة مُعلنة دقيقة تبين للناس أولاً: طريقة التعاطي مع الإسلام كمنهج، ثم ثانياً: حكم الإسلام، ثم ثالثاً: كيفية المضي في الطريق.


 2- راية الإسلام: رفع راية الإسلام ليس معناه أن يكون في نيتك وفي خاصة نفسك تريد أن تنصر الإسلام.. إنما رفع راية الإسلام يعني أن الراية رمز وعلامة يعرفها القاصي والداني كأعلام الدول، تُعرف بمجرد رؤيتها، وتُدرك مدلولاتها، وهي راية لا تقبل لها شريك من أي أفكار بشرية وضعية علمانية كالديمقراطية وغيرها. وعلى أساسها يكون الاجتماع. وهذه الراية تريد الإسلام دولة، والشريعة سائدة وحاكمة.

3- واقع الإسلام: وهو ليس واقعاً علمانياً أو ملوثاً به.. بل واقع إسلامي خالص الفكر والتصور والسلوك والحركة والشعور، يتحرك بحرية فكرية داخل الإطار الإسلامي لا اعتبار عنده للنمطية الفكرية القائمة على أسس علمانية، والفكر فيه رباني التوجه، والمنطلقات، والرؤية.. ولا يلتفت إلى ضخامة الباطل حوله، بل يشق للحق طريقه إيماناً منه أنه الحق، وأن الله ناصره. فكر شمولي الرؤية، واقعي الهدف، مثالي التوجه، متوازن الطريق، حر الحركة داخل الإطار الإسلامي. 

وبالتالي - على سبيل المثال - حين ينظر إلى السلمية ويتنقد منهجها.. لا ترتعد الفرائص، ولا تخيم حمامات الدم على العيون، ولا مشاهد الدمار في الخيال. إنه يرجع إلى الإسلام يسأله ما الحكم ؟ ما الطريق ؟ من أين نبدأ ؟ إنه متحرر ابتداء من لوثة الفكر العلماني والتصور الجاهلي.

إنه لا يضع السلمية في مقابل الحرب الأهلية - كما يفعل الكثيرون - ولا يجعل المسألة نهباً لكل أحد في فوضى فكرية عارمة ! بل يقول كلمة الحق لا يخشى في الله لومة لائم.. فنجد - في واقع الحياة البشري حولنا - أن هناك مساحة شاسعة بين السلمية والحرب الأهلية يمكن العمل فيها إذا فكرنا بحرية في طرق المقاومة والنضال الحقيقي والدفاع الحقيقي وإعداد الشباب والعمليات النوعية ومواجهة الباطل بأسلوب رادع قوي، يضمن تحقيق مصلحة الإسلام وحماية المسلمين، ويستبق الحدث ويضع الخطط والرؤى والآليات والبدائل، ويحمي المقاومة من عمليات الاختراق والانحراف بها.

إننا - في الحقيقة - نفتقد آلية التعامل مع الواقع بالمنهج الإسلامي، فلا نحن نسأل عن حكم الإسلام، ولا نحن نرفع راية الإسلام، ولا نحن نحقق واقع الإسلام. !!

ولذلك فإن بداية الطريق.. تصحيح المنهج.